IMLebanon

هل سُحب البساط من تحت أقدام ميقاتي؟

 

 

كتب على اللبنانيين الموت غرقا وجوعا وقتلا ومرضا والدولة «لا حياة لمن تنادي»… أطفال ورجال ونساء أبرياء قذفتهم دولتنا الفاشلة الى الموت المحتّم بعدما ماتوا ملايين المرات وهم أحياء…

كتب على اللبنانيين الموت بعدما سلّمنا رقابنا لأحزاب وقوى تتقاسمنا حصصا في الحكومة والمجلس النيابي ورئاسة الجمهورية… «كلن يعني كلن» لم يعد هناك فرق فالجميع متورطون في موتنا وقتلنا وغرقنا وتهجيرنا وتعذيبنا على أبواب المستشفيات والأفران ومحطات البنزين والصيدليات، عن أي ثورة نتحدث إذا لم ننزل جميعنا الى الشارع، الى منازل النواب والوزراء والمسؤولين لنرميهم في البحر كما رمونا؟!… عن أي ثورة نتحدث إذا لم نقف جميعنا في صف واحد بعيدا عن املاءات الخارج لنقول «كفى»… نحن نريد الحياة أعزاء في بلدنا وأنتم «ارحلوا، موتوا، اغرقوا» بس «حلوا عنا»؟!

للأسف، للأسف، سنعيدها ملايين المرات، لبنان لم يعد يستحقنا لأننا اخترنا الفاسدين والقتلة ليحكمونا أو ليوجهوا ثورتنا… للأسف، نحن نستحق مصيرنا الأسود حتى يأتي اليوم الذي نصبح فيه أقوياء كفاية ولا نساق كالأغنام وراء زعيمنا، وفي النهاية نواجه مصيرنا الأسود ذاته اما الموت في لبنان من الجوع والفقر والمرض أو الهرب والموت في البحر.

للأسف، نحن نبكي على الأبرياء وأحزابنا تبحث عن تشكيلة حكومية لتحافظ على حصص رئيسي الحكومة والجمهورية وأزلامهم وأقربائهم… للأسف، هذه الدولة الفاشلة بكل أركانها من صغيرهم الى كبيرهم سوف تشكّل الحكومة على أرواح الشهداء الذين غرقوا وسوف تقرّ الموازنة وتتفق على رئيس الجمهورية وترسيم الحدود مع فلسطين المحتلة على أرواحهم أيضا…

كل المعلومات تشير الى ان رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي منذ وقوع الحادثة لم يهدأ، باحثا عن حلول لتعويم حكومته بأقرب فرصة، ومما يبدو فان ميقاتي يتهيّب لقاء دار الفتوى وما قد ينتج عنه بعد الفاجعة التي ألمّت بأهل الشمال للمرة الثانية في أقل من ستة أشهر، وحسب المعطيات فان علاقة الرياض ودار الفتوى بميقاتي ليست جيدة وثمة امتعاض من أداء الرجل وكيفية إدارته الملفات الحساسة في الحكومة.

وكشفت المعلومات ان البيان «الأميركي – الفرنسي – السعودي» حول لبنان سحب البساط من تحت أقدام ميقاتي بعدما قدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية كأولوية على موضوع تشكيل الحكومة، وهذا ما أعتبرته مصادر قيادية في فريق ٨ آذار بمثابة رسالة شديدة اللهجة الى ميقاتي، كاشفة ان هناك جهات عربية اتهمت الرجل مباشرة بالتماهي مع حزب الله وانه ليس مناسبا لتولّي المنصب السنّي الأهم في الحياة السياسية اللبنانية.

من هنا، نقل الثقل السنّي الذي أعطته فرنسا تحديدا لميقاتي الى دار الفتوى كمرجعية دينية قادرة على أداء الدورين السياسي والديني، بانتظار إيجاد شخصية قادرة على خلق التوازن السياسي المطلوب مع رئاستي مجلس النواب والجمهورية والحفاظ على اتفاق الطائف ومندرجاته دون الإذعان للضغوطات الداخلية التي حسب توصيف الدول العربية يمثلها «حزب الله».

وبالتالي، اعتبرت المصادر ان الملف الحكومي بات خاضعا لعنصر ضغط جديد متمثل بالتوصيات التي ستصدر عن دار الفتوى وبتوصيات البيان الثلاثي المشترك، مما يعني ان الإيجابيات التي ظهرت في الاسبوعين الماضيين حول قرب التوصل الى تفاهم بين عون وميقاتي لإعادة تعويم حكومة تصريف الأعمال مع بعض التعديلات قد تتبدد في أية لحظة.