IMLebanon

شينكر وهيل مُلهِما السيِّد وباسيل

 

 

عادةً حين تستشهد بأقوال أحدٍ ما، فهذا يعني انك تصدق ما يقوله، ولكن حين يكون «التصديق» على القطعة فهذا يعني استغلالاً للمستشهَد به وليس اقتناعاً بما يقوله.

 

الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله يستشهد بالديبلوماسي الأميركي ديفيد شينكر، فهل هذا الاستشهاد دليل أنه يصدِّق أقواله؟ ومنذ متى يصدق «حزب الله» ما يقوله الاميركيون؟ وإذا كانوا يصدقونهم فهل يصدقون كل ما يقولونه أو ما يناسبهم؟

 

إستشهد السيد نصرالله بكلام شينكر عن شخصيات معارِضة، فتبناها بحرفيتها، لا بل راح يسوقها.

 

لكن مهلًا، هل قرأ السيد نصرالله أن شينكر نفسه، وفي أكثر من مناسبة، وصف «حزب الله» بأنه «حزب إرهابي»، فهل يتبنى السيد نصرالله هذا التوصيف؟

 

على النهج ذاته يسير رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، يستشهد بشينكر وبديفيد هيل، لأن كلامهما هذه المرة يناسبه، لكن لماذا لا يستشهد بهما عندما تحدثا عن الفساد الذي طاوله وعن العقوبات التي فُرِضَت عليه؟

 

الاستشهاد بالديبلوماسيين إما يكون بكل شيء يقولونه، أو لا يكون، فحيناً هؤلاء يملكون مصداقية، وحيناً آخر هُم «ابناء الاستكبار والشيطان الأكبر»، فكيف يستوي ذلك بين أن الديبلوماسيين لديهم «صدقية» وبين أنهم ينتمون إلى «الشيطان الأكبر»؟

 

ربما يضحك شينكر في سره حين يعرف أن الأمين العام لـ»حزب الله» يستشهد بأقواله ويتبناها، وقد يعلِّق على ضحكته فيسأل: «طالما ان السيد نصرالله مقتنع بما نقوله، فلماذا لا يأخذ على محمل الجد أيضاً ما نقوله عن سلاحه وعن أن السلاح يجب ان يكون في يد الجيش اللبناني فقط؟

 

هذا الأسلوب لدى «حزب الله»، في اختيار ما يناسبه، وفي رفض ما لا يناسبه، لم يعد ينطلي على أحد. الأميركيون لا يقولون كلامَيْن، وهُم ليسوا مضطرين إلى ذلك. هُم لا يناورون، أما أن يؤخَذ منهم ما يناسِب، ويُترَك ما لا يناسِب، فهذه هي المناورة بحد ذاتها، لكنها مناورة مكشوفة.