IMLebanon

نصرالله يتهرب من مسؤوليته وعون عن الأزمة ويرميها على خطة إعادة الإعمار

مصادر تسجل عليه تجاهله دور سلاح حزب الله بالهيمنة على الدولة ومصادرة الحياة السياسية

خلص الامين العام لحزب الله حسن نصرالله، الى ان «من الاسباب الرئيسة للازمة التي يواجهها اللبنانيون حاليا، الرؤية الاقتصادية التي قامت بالتسعينيات من القرن الماضي، وتم بموجبها بناء مطار يتسع لعشرة ملايين مسافر، والجسور والموانىء والوسط التجاري، على أساس أن المنطقة متجهة الى تسوية مع إسرائيل، ولكن تبين ان هذه الرؤية، كانت خاطئة، وشدد على أهمية ان لا تبنى الرؤية الاقتصادية الجديدة على هذا الاساس، لاننا لسنا ذاهبين الى السلام».

واقترح نصرالله في مقاربته «ضرورة قيام اقتصاد منتج، واقتصاد معرفة، يؤمن الامن الغذائي، وينطلق من الوقائع، ولا ينتظر المساعدات والقروض الخارجية، ولا يجب أن نبقى عايشين بالماضي، وهناك دول منافسة بالسياحة وبقطاع الخدمات والنظام المصرفي وتسهيل عمل الشركات والبنى التحتية والتسهيلات البنكية».
في مقارنة بسيطة لمقاربة نصرالله هذه، يلاحظ بوضوح التناقض الفاضح الذي وقع فيه لغاية سياسية مقصودة، درج عليها معظم منظومة التحالف الذي يقوده، من رئيس الجمهورية السابق اميل لحود وبعده ميشال عون، مرورا بوزراء ومسؤولي هذا التحالف في فترات متلاحقة، في محاولة لتهشيم كل مزايا وفوائد عملية اعادة الاعمار التي قادها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بعد الحرب الاهلية المشؤومة التي هدمت ودمرت البنى التحتية الاساسية والمؤسسات وصروح جامعية وصحية، ومرافق مهمة وحيوية، واضرار الاجتياح الاسرائيلي الذي وصل الى بيروت. وبموجب الخطة التي، نقلت لبنان الى مرحلة متقدمة من الحداثة والتطور، واللحاق بركب التنمية والنهوض بالعالم وتعويض ما خسره في سنوات الحرب والاحداث المتتالية.

فالربط بين تنفيذ خطة اعادة الاعمار وعملية السلام التي كانت مدار مفاوضات بين دول عربية مؤثرة وبينها سوريا بقيادة الرئيس حافظ الاسد حليف النظام الايراني يومذاك كانت امام العلن، ولبنان كان على تنسيق كامل مع النظام السوري، ولم يتصرف منفردا، فيه مبالغة متعمدة للتشكيك بدوافعها، واهدافها، كعادة الحزب لتشويه صورة خصومه السياسيين، الا انه لا يمكن لهذه المبالغة وتشويه الاهداف مهما بلغت، ان تتجاهل ان موجبات تنفيذ الخطة لم يكن الرهان على عملية السلام مع إسرائيل، بل اعادة ما مادمرته الحرب وملحقاتها بالتدخلات والهيمنة السورية وحروب الالغاء والتحرير التي شارك فيها ميشال عون حليف نصرالله بجدارة، والاهم الذي لا يمكن تجاهله او القفز فوقه، ان خطة اعادة الاعمار التي ينتقدها نصرالله، امنت للبنانيين، ظروفا مؤاتية لتسهيل ظروف عيشهم، وانتقالهم بين ارجاء لبنان ومع العالم، وتطوير مستوى حياتهم نحو الافضل، قياسا عما كانوا عليه من قبل، والسؤال هو، لولا تنفيذ هذه الخطة، التي أمنت للبنانيين البنى التحتية الاساسية والتواصل مع العالم، وتأسيس شبكات الخليوي، فما كان عليه حال لبنان اليوم، بدونها؟
كيف يوفق نصرالله بين انتقاد انشاء مطار يتسع لعشرة ملايين بخطة إعادة الاعمار، ومطالبته بوضع خطة لاقتصاد منتج، وتوفير البنى التحتية الاساسية لمواجهة منافسة الدول الاخرى بالسياحة وبقطاع الخدمات والاعمال وغيرها، بينما يعرف القاصي والداني ان المطار الذي يتحدث عنه اصبح يغص بالمسافرين، وبات يتطلب توسعة جديدة لملاقاة المرحلة المقبلة.
عملية إعادة الإعمار وفرت للبنانيين فرص عمل وظروفاً لتسهيل معيشتهم والمطار يحتاج إلى توسعة إضافية
يبدو ان استنتاج الامين العام لحزب الله بأن احد أسباب الازمة التي يعيشها لبنان حاليا، هو خطة اعادة الاعمار التي نفذت قبل ثلاثين عاما في غير محله، ومحاولة مكشوفة للتهرب من مسؤولية الحزب المباشرة، باستغلال سلاحه لترهيب اللبنانيين وللهيمنة على الواقع السياسي الداخلي والانقضاض على الدولة ومقدراتها، بدءا من جرائم الاغتيالات التي نفذها عناصر منه ضد الرموز السياسية والوطنية والفكرية، وفي مقدمتهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري واحتلال وسط بيروت واستدراج العدوان الاسرائيلي في حرب تموز عام ٢٠٠٦، وتكلفته الباهظة على الاقتصاد الوطني، واسقاط الحكومات، وتنصيب ميشال عون بقوة السلاح رئيسا للجمهورية، والتغطية على ارتكابات الفساد وتعطيل الدورة الاقتصادية وعمل الحكومات وتدمير مؤسسات الدولة اللبنانية.