ينتظر مقاتلو “حزب الله” الذين دأب اللبنانيون على تسميتهم “مقاومين” تشييع جثّة الأمين العام السابق لـ”الحزب” السيّد حسن نصرالله .
الحدث سيكون مَهيباً مع تعداد إنجازات الراحل حزبياً، طائفياً وإيرانياً، وقد يحتشد له عشرات الآلاف ليصرخوا من جديد وللمرة الأخيرة: (“الله نصرالله والضاحية كلّا”)… سيشيّع شيعة لبنان بأكثريتهم قائدهم التاريخيّ وليس لبنان برمّته، كما حصل مع تشييع رئيس الحكومة الأسبق الشهيد رفيق الحريري. وللمفارقة الحريري انطلق زعيماً طائفياً واغتيل زعيماً لبنانياً، له على المسيحيين والشيعة والدروز أكثر مما له على السنّة بحدّ ذاتهم! وهذا الرفيق علّم آلاف اللبنانيين في أكبر وأهم الجامعات العالمية، كيف يتسلّحون بالمعرفة ولم يعلّمهم كيف يتسلّحون ليقتلوا ويُقتلوا كرمى لعيون مشروع غير لبناني.
هي مقارنة لا تجوز أصلاً بين رفيق اللبنانيين ومن لم يرفق بهم لكنّ الموت لا ينتهي بتعادل سلبيّ أم إيجابيّ، في الموت هناك دائماً من ينتصر والحَكم هو التاريخ.
إذاً نحن في الانتظار لنعدّد مزايا من هدّد إسرائيل واعتبرها “أوهن من بيت العنكبوت”! وفي الانتظار نسأل: ماذا لو لم يُعلن نصرالله معركة إسناد غزة؟ ماذا لو بقيَ حتى اليوم ليوقّع بنفسه على بنود الاستسلام أمام من أعاد “حزب الله” وصواريخه إلى ما وراء الليطاني، وفصل جبهة لبنان عن جبهة غزة بقوة الـ pagers وبالذكاء الاصطناعي وبالتطور التكنولوجي؟
لو لم ينتحر نصرالله لما تدّمر الجنوب واحتلّ من جديد ولما تمزّقت الضاحية ونزف البقاع! لكنّ الأمر الإلهي صدر من إيران وكان آخر أمر تلقّاه أبو هادي.
غداً سينتظر محبّو السيّد تشييع جثمانه لكنّنا نحن الذين دفعنا على أكثر من أربعين سنة ضريبة السلاح سننتظر تشييع جثمانَين، جثمان قائد “حزب الله” وجثمان “حزب الله” العسكري، فمع مواراة الثرى للأول سينتهي الثاني دوراً وقدرة، وسيدرك من راهنوا عليه طويلاً أن لا صوت يعلو على صوت الشرعية ولا بندقية تُرفع على بندقية الجيش اللبناني.
ولمن لم يعرف بعد فإن من خطّ اتفاق 27 تشرين الثاني نعى سلاح “الحزب” وأرفق في قراراته تنفيذاً مُلزِماً للدولة اللبنانية للقرارَين 1559 و 1680. فالـ 1701 هو في ذهن اللبنانيين الخط الساخن لوزارة الدفاع حيث الجيش اللبناني وحيث الأمان وضمانة وجود لبنان.