IMLebanon

حسمها نصر الله: نجيب النهر عالحدود أهون ما نردّ الحزب عن النهر»

 

 

في خطاب دحض التهويل وتثبيت المعادلات أطلّ الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله ليستعرض نتيجة 130 يوماً من»الصمود الأسطوري في غزة». تقصّد فضح التهويل الذي يمارسه الموفدون الغربيون على لبنان، على خلفية خوض «حزب الله» المعارك على جبهة الجنوب، وتهديدات قادة إسرائيل بالحرب، كاشفاً حقيقة المبادرات والعروض، معتبراً أنّ ميزان نجاح الجبهة يكمن في توافد المساعي الدولية لوقفها، من دون أن يفوته التهديد بأنّ المقاومة جاهزة للردّ على أي عدوان مهما كان حجمه «بتوسّع منوسّع… بتعلّي منعلّي».

 

في كلامه ثبّت السيد أخلاقية الوقوف إلى جانب مظلومية أهل غزة، مذكراً بأنّ «فتح الجبهة اللبنانية مع الاحتلال شكّل مصلحة وطنية في الدرجة الأولى لمنع انتصار إسرائيل»، لكن الأمر «الكارثي» حسب توصيفه يكمن «في اعتبار البعض أن لا جدوى ممّا نقوم به في الجبهة اللبنانية»، وهؤلاء «أطراف لها مواقف مسبقة وينطبق عليها قول: صم بكم عُمي، أياً يكن النقاش معها»، منتقداً قولهم إنّ المجتمع الدولي يحمينا ليعيد التأكيد على أنّ المقاومة هي الوحيدة القادرة على إخافة إسرائيل وإضعافها، وهي السبب الذي يجعل الموفدين الدوليين يتهافتون للتفاوض من أجل أن يوقف «حزب الله» عملياته في الجنوب اللبناني. وقال: «من يتحمل العبء الأول في المواجهة على الجبهة اللبنانية هم أهل القرى الحدودية وأهل الجنوب، وعدد كبير من الشهداء هم من أبناء القرى الحدودية الأمامية دون أن يفوته وعدهم بإعمار منازلهم التي تهدمت «أحسن مما كانت».

 

ورداً على كل ما يتردّد عن خروج إسرائيل عن قواعد الإشتباك، قال نصر الله إنّ «العدو يقاتل بحدود معينة بسبب موازين الردع المكرّسة من قِبل المقاومة التي تعتبر نقطة قوة كبيرة للبلد، وكيان الاحتلال يحسب ألف حساب للبنان بسبب المقاومة، والعالم يرسل الوفود بسبب الجبهة الجنوبية»، منبهاً الموفدين الدوليين الى أنّ «العدو ليس في وضع يفرض الشروط على لبنان، بل هو الضعيف والمأزوم» واضعاً مبادراتهم في إطار «هدف وحيد» وهو «حماية إسرائيل وإعادة المستوطنين إلى الشمال»، وكاشفاً أنّ كل الصيغ المطروحة التي تحملها «الوفود الغربية تتبنّى بالمطلق الورقة الإسرائيلية وتكتفي بتقديمها للبنان، ولا تتناول في أوراقها أي أمر يتعلق بما يحصل في غزة من عدوان وجرائم ومجاعة»، وأن لا حديث لها «سوى عن أمن الإسرائيلي وعودة المستوطنين»، مختصراً كل ما يحكى عن مبادرات وطروحات بـ»علينا الدفع سلفاً وعالوعد يا كمون»، واتهمها «بالتهويل»، غامزاً من قناة فرنسا من دون أن يسميّها، واعتبر أنها حملت مطالب إسرائيلية، ولم تتضمّن نقاطاً للنقاش مع لبنان، وليضع حداً لحراك الموفدين الذين زاروا لبنان أو في صدد زيارته لإستكمال النقاش. كما كشف نصر الله عن طروحات أو «مكاسب سياسية يتم التلويح بها لنا من هنا وهناك»، قائلاً إنها «لن تؤثر علينا ولن تجعلنا نوقف الجبهة»، بما يمكن فهمه ضمناً بإمكانية أن تكون تلك المكاسب مرتبطة برئاسة الجمهورية أو الوضع الداخلي اللبناني تحديداً، داعياً «الجانب اللبناني إلى وضع شروط إضافية غير تنفيذ القرار 1701»، وكأنه يدعو الحكومة للتفاوض من موقع القوي الذي يملك أوراقاً تخوّله تحقيق المزيد من المكاسب، جازماً بأنّ «حزب الله» لن يرضخ «حتى لو نفذتم حرباً علينا، فنحن لن نوقف جبهة الجنوب حتى يتوقف العدوان على غزة».

 

لكن الأهم كان ردّه على مطلب تراجع «حزب الله» سبعة كيلومترات إلى ما بعد الليطاني، فقلّل من أهميته بطريقة عرضه، قائلاً «أحدهم قال ممازحاً، والله نجيب النهر عالحدود أهون ما نرد الحزب عن النهر»، في اشارة إلى استحالة المطلب.

 

وانتقد نصر الله وجود جهات داخلية تساهم في التهويل بالحرب، وتهدّد أهل الجنوب بوقوعها «وهذا يعتبر أسفل السافلين»، ورداً على تهديدات وزير الأمن الإسرائيلي، قال نصر الله «إذا لم ترد وقف الحرب معنا، فأهلاً وسهلاً»، جازماً «بأنّ المئة ألف الذين غادروا الشمال الإسرائيلي لن يعودوا»، واعتبر أنهم يحتلون الأرض و»هناك فرق شاسع بين أبناء الجنوب الذين هم أبناء الأرض ويدافعون عنها، وبين هؤلاء المستوطنين».

 

الخطاب الذي أتى في لحظة مفاوضات مفصلية تشهدها القاهرة وباريس حول اتفاق إطار لوقف النار في غزة، كان هدفه مؤازرة «حماس» في المفاوضات برفع سقف التهديد والجزم بأنّ «المقاومة اليوم أكثر يقيناً وأشد عزماً على الاستعداد لمواجهة العدو على أي مستوى كان». كل ما قاله السيد يؤشر إلى معركة طويلة وشديدة، وأنهاه بإطلاق فتوى شرعية لأهل الجنوب بوقف استخدام هواتفهم الخلوية بوصفها «مصدراً يقدّم معلومات مجانية للعدو».