IMLebanon

شروط نتانياهو تتهاوى

 

يقول ديبلوماسي اوروبي غربي ان بنيامين نتانياهو سيجد ذاته يشاهد شروطه لوقف اطلاق النار تسقط الواحد تلو الاخر من دون ان تكون لديه القدرة على فرضها بالرغم من كثافة النار التي تقدمها له الولايات المتحدة الأميركية من دون حدود حتى الان، الى درجة انها بدأت تغامر باحتياطي قوتها الستراتيجية التي نادراً ما سحبت منها حتى في أكثر ظروف مواجهاتها العسكرية دقةً وصعوبة وتحرّجاً… وهي، في هذا السياق، لم تقدم الى أوكرانيا ما قدّمته ولا تزال تقدّمه للاسرائيلي، في وقت ان مواجهتها في القرم هي مباشرة مع العدو الستراتيجي الأول أي روسيا، اما في الشرق الأوسط فالمواجهة هي غير مباشرة مع ايران انما مع أذرعتها في جماعة الممانعة في سوريا والعراق واليمن، ولاسيما في لبنان.

 

ويرى هذا الديبلوماسي أن الشرط الأساس الذي وضعته تل أبيب، وهو القضاء على حركة حماس وتجريد مقاتليها من السلاح وتهجيرهم الى خارج القطاع سقط سقوطا مدوّيا، وها هي الحركة لا تزال تناضل في الميدان، وتكشف كلّ يوم عن سلاح أكثر فاعلية.

 

وفي هذا المجال يدعو الديبلوماسي الأوروبي الغربي الى التوقف عند ملاحظتين لافتتَين، أولاهما ان الدمار الكبير االذي تحققه اسرائيل في غزة لا يشكّل انتصاراً، وبالتالي فإن قتل آلاف الغزاويين الأبرياء، بمن فيهم الأطفال والنساء والشيوخ، ليس هو أيضا علامة الانتصار، اذ ليس هو الّا الدليل القاطع على الوحشية والاجرام والبشاعة في خوض الحروب والخروح على أخلاقيات القتال. وأمّا الملاحظة الثانية فإن اصرار  نتانياهو على انهاء حماس وقتل وتشريد قياداتها العسكرية، كثيراً ما يجد تأييداً لدى البعض من  البلدان العربية (هنا يستدرك الديبلوماسي الأوروبي الغربي قائلاً) التي لا أزعم  انها على سابق معرفة  بخطة الاسرائيلي أو على تنسيق معه، ولكنها بالتأكيد تريد التخلص من حماس لأسباب عديدة (…).

 

وفي تقدير الديبلوماسي ان اسرائيل ماضية حتماً الى الباب الموصد في غزة، وهي ستجد ذاتها، بالضرورة، في وقفٍ لاطلاق النار، أقلّه تحت ضغطٍ كبير من مواطنيها الذين اكتشفوا ان زمن الحروب والانتصارات قد ولّى الى غير رجعة، وان الأميركي ذاته سيصل الى وقتٍ ليس ببعيد ويتوقف عن الدعم اللامحدود، علماٌ ان «صريخ» تجو بايدن وأركانه في البيت الأبيض والبنتاغون، بدأوا يلفتون اهتمامه الى انه ماضٍ الى خسارة سياسية كبيرة ستطاول تداعياتها الحزب الديموقراطي ما ينبئ بهزيمة نكراء.