IMLebanon

لا مصلحة لـ«المستقبل» و«حزب الله» في وقف الحوار وبري مستمر في دعمه

حرص متبادل على إبقاء قنوات التواصل بين الطرفين حماية للإستقرار

لا مصلحة لـ«المستقبل» و«حزب الله» في وقف الحوار وبري مستمر في دعمه

تشي المواقف التي صدرت عن قيادات في «تيار المستقبل» وأبرزها لرئيس «كتلة المستقبل» فؤاد السنيورة ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، أن جولة الحوار الثنائي مع الحزب المقررة الاثنين المقبل ستعقد في موعدها في مقر الرئاسة الثانية، دون أن يلغي ذلك وجود آراء في «الفريق الأزرق» لا تؤيد استمرار الحوار مع «حزب الله» بعد المواقف التصعيدية لعدد من أركانه في الأيام القليلة الماضية، حيث أشار الوزير المشنوق بعد لقائه الأخير برئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى أن الرئيس سعد الحريري حريص على التهدئة وتالياً الحوار، ما يؤشر إلى أن لا مصلحة لأي طرف لبناني في إغلاق أبواب الحوار مع الآخر، لأن البديل مزيد من الانقسام والتشرذم وتسعير للنار المذهبية والطائفية، فيما المطلوب التبريد والتهدئة لتطويق تداعيات العواصف التي تهب في الجوار وتنذر بعواقب وخيمة إذا لم يدرك اللبنانيون حجم الأخطار التي تتهددهم إذا بقوا على تشتتهم وتفرقهم.

وترى مصادر في «تيار المستقبل»، أنه رغم الحرص على استمرار الحوار مع «حزب الله»، إلا أنه كان منطقياً أن يرد الرئيس الحريري، على تهجم الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله على المملكة العربية السعودية، في الوقت الذي يقدر اللبنانيون الدور الكبير الذي وقفته المملكة وقادتها إلى جانب لبنان لمساعدته على الأزمات التي واجهها، وبالتالي لا يمكن السكوت عن حملة الافتراءات التي طالتها بغير وجه حق، مع الحرص في المقابل على عدم خروج الأمور عن السيطرة وإبقاء سقف الخطاب السياسي مضبوطاً، وبما يُبقي خطوط الحوار مفتوحة بين الأطراف السياسية التي لا مصلحة لها في انقطاعها وغياب التلاقي والتواصل، مشيرة إلى أن زيارة الوزير المشنوق إلى الرئيس بري تحمل رسالة مفادها أن «المستقبل» لا يؤيد وقف الحوار، وإن كان موضوع العودة للحوار مع «حزب الله» مثار بحث داخلي، لأن غياب الحوار يضر بالجميع ويفتح الأبواب على انعكاسات سلبية لا تجوز الاستهانة بها، في ضوء ما يجري في الإقليم، في الوقت الذي يشدد الرئيس بري من جهته، على أنه لن يسمح بتعطيل الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله»، باعتباره مدعاة للطمأنة والتهدئة، مع أنه لم يتمكن من إحداث إنجازات هامة، وتحديداً في ما يتصل بالاستحقاق الرئاسي، طالما أن المواقف السياسية ما زالت على حالها ولم يحصل تقدم في ما يتصل بالأفكار التي تم تداولها في الآونة الأخيرة بشأن الانتخابات الرئاسية، ولهذا عمل رئيس المجلس النيابي على عدم وصول الأمور إلى الحائط المسدود، وبما يهدد الحوار الجاري جدياً، مشدداً على أن الحوار سيبقى مستمراً مهما اشتد الصراخ وتعالت الأصوات، فلا بديل منه وكيف بالحري في هذه الظروف الضاغطة التي تجبر اللبنانيين على تحصين جبهتهم الداخلية وترتيب أوضاعهم في مواجهة التحديات التي تنتظرهم.

وعلمت «اللواء»، أنه في جلسة الحوار الثنائي المقبلة سيثير وفد «المستقبل» كلام النائب محمد رعد الذي وجهه بحق الرئيس الحريري، باعتباره لا يخدم هذا الحوار ولا يساعد على إنجاحه، في حين أن المطلوب من «حزب الله» كما تقول أوساط «المستقبل»، أن يوفر الأرضية المناسبة التي تكفل استمرارية التواصل بين الأطراف اللبنانية وعدم المساهمة في إشعال فتيل التوتر الذي لا يخدم أحداً، بقدر ما يؤدي إلى صب الزيت على النار وإخراج الحوار عن سكته، معتبرة أن التطورات التي استجدت في الفترة الماضية لن تؤثر سلباً على مصير التسوية الرئاسية التي وإن جُمدت مرحلياً، تبقى صالحة للبحث والنقاش، كونها الجدية المطروحة والتي تحظى بدعم إقليمي واضح من أكثر من جهة على القوى السياسية الداخلية أخذه بعين الاعتبار.