IMLebanon

«اللاانتخاب».. عماد «ديموقراطية حزب الله»

ليس ثمة ما يدعو الى المفاجأة في تأجيل الجلسة الـ35 لانتخاب رئيسٍ للجمهورية الى الثاني من آذار المقبل. ففي كلام الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد نصرالله وتصريحات كوادر حزبه خارطة طريق واضحة لنسف الانتخابات وجلساتها بانتظار الفرصة المناسبة للبدء بتطبيق «الديموقراطية الحديثة» نسخة «حزب الله« 2016 والتي تشترط «انتخاب« النائب ميشال عون!

جلسة أمس مرّت كسابقاتها. لا شيء أوحى بأن الأسابيع الماضية شهدت مبادرات ومصالحات واتّفاقات. لم يكتمل النصاب القانوني المقدّر بثلثي أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128). حضر 58 نائباً («المستقبل» و»الاشتراكي» و»القوات» و»الكتائب» و»المستقلين» وبعض نواب «التنمية والتحرير»)، وغاب نواب «حزب الله» و»التيار الوطني الحر» وتيار «المردة» والحزب «القومي» وحزب «البعث». 

مقاطعة «حزب الله» وحلفائه الجلسة، رغم أن المرشّحَين (عون والنائب سليمان فرنجية) هما من صلب «8 آذار»، كما قال نصرالله في خطابه الأخير، والذي اعتبره انتصاراً لخط الممانعة، يطرح تساؤلات مشروعة عن المانع الحقيقي الكامن خلف عدم نزول هذا الفريق الى البرلمان.

عن هذه التساؤلات، يقول مصدر واسع الاطلاع لـ»المستقبل»، إن «أسباباً كثيرة تمنع حزب الله ومحوره من انتخاب رئيس للجمهورية. فإلى جانب انتظار الحزب تكريس تقدّمه والجيش السوري والميليشيات الأخرى على الجبهات السورية، لفرض شروط «المنتصر إلهياً» في الداخل، إلّا أن عاملاً جديداً أعاد حسابات حزب الله في ما يتعلّق بالرئاسة». ويضيف أن «الحراك الرئاسي الأخير، بمعزل عن جديّته، أخذ منحى تقاسم السلطة بين رئيسٍ للجمهورية يفرضه حزب الله مقابل رئيس للحكومة تأتي به قوى 14 آذار. إلّا أن ورقة التفاهم بين رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وعون خلطت هذه الأوراق وفتحت نقاشاً داخل الحزب حول المكسب الذي يمكن أن يحرزه الحزب بإيصال عون الى بعبدا. فعون ما قبل ورقة التفاهم مع القوات ليس كما بعدها، و»ما بتوفي مع الحزب» أن يوصل رئيساً بات يُعبّر عن ثنائية مسيحية وليس عن حزب الله بالمعنى الأحادي. ما يعني أن الحزب وفق هذه المعادلة، بات يرى أن بوصول عون الى الرئاسة أصبح شريكاً مع جعجع، وبالتالي «بيطلع من المولد بلا حمّص!»

وكعادته، حمّل «حزب الله» الذي قاطع الجلسة مسؤولية التعطيل لمَن حضرها! واستبق نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم الجلسة مؤكداً أن «البكاء على الأطلال وتضييع المزيد من الوقت ورمي تهم التعطيل على الآخرين لا ينتج رئيساً». داعياً الأفرقاء الى «دراسة الوضع جيّداً»! وقد رأت مصادر لـ»المستقبل» في ذلك «تلويحاً بالإنجازات الميدانية لحزب الله والجيش السوري على الجبهات». باعتقاد المصادر، أن «حزب الله ليس بوارد إنعاش النظام السياسي الحالي عبر الموافقة على انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وهو، أي الحزب، يترقّب نتائج المعارك الميدانية في سوريا، والتقدّم الذي يحرزه محور الممانعة بفعل سياسة الأرض المحروقة التي تنتهجها روسيا، لفرض تسوية وأجندة جديدة في لبنان من موقع «المنتصر» تطال بنيان النظام السياسي برمّته». 

السيّد نصرالله الذي فخر في خطابه الأخير بـ»الديموقراطية الإيرانية» وبـ»35 انتخابات» جرت في طهران في 37 سنة، هو نفسه السيّد الذي عطّل 35 جلسة لانتخاب رئيس لبناني في أقل من عامين! فإذا كان الحزب صادقاً في أنه لا يضغط على حلفائه فهذا جيّد. لا أحد يطلب منه ان يأتي بحلفائه مكسوري الأيدي للتصويت لعون. يكفي أن يتكرّم بفضل بسيط، أن لا يكسر أيدي حلفائه إذا فكّر أحدهم بإكمال النصاب من دون إذن. هل هذا كثير على «نور عيونه» فرنجية وعلى «حليفه الاستراتيجي» عون؟