IMLebanon

علاقة طبيعية  

 

 

لا شك في أنّ فتح معبر نصيب بادرة طيّبة تهمنا بالذات لما فيها من مصلحة لبنانية، وكونها نتيجة تفاهم إقليمي ومباركة دولية… وفي الأساس نحن لم نرد لسوريا إلاّ الإستقرار والأمان والطمأنينة على قاعدة تمكين الشعب السوري الشقيق من تحقيق أمانيه في ممارسة حريته وبانتخابات ديموقراطية نزيهة».

 

وفي المناسبة لا بد من التوقف عند كلام فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي عبّر عن أهمية المعبر لجهة مردوده على القطاعات الإنتاجية في لبنان… وفخامته تعامل مع الموضوع بكل واقعية.

 

وفي المبدأ والتفاصيل يهمنا أن تكون العلاقة مع سوريا من دولة الى دولة بندية كاملة… أي أن تكون علاقة طبيعية، وأن يفهم النظام السوري أننا خلصنا من التبعية، وأنّ المصالح المشتركة بين البلدين يفرضها الجوار والتاريخ والجغرافيا.

 

ولا شك في أنّ مصلحة المنتجين اللبنانيين في القطاعات كافة ستكون بارزة إن بالنسبة الى القطاع الزراعي (تصدير الخضار والفاكهة) أو الى القطاع الصناعي… فيسهل التصدير عبر معبر نصيب الى البلدان العربية بدءًا بالاردن فالعراق وبلدان الخليج العربي.

 

إنّ البلدين الشقيقين محكومان بحسن الجوار مثل سائر دول العالم كلها التي لديها حدود مشتركة في ما بينها… والخلاف ليس قدراً بين لبنان وسوريا، ولبنان لم تكن له في أي يوم من الأيام مطامع في سوريا، ولم يكن ليتدخل في شؤونها الداخلية… والعكس كان يحصل، ولكن بات واضحاً أنّ ذلك لن يتكرر: فلن يتكرر تشكيل الحكومات اللبنانية في دمشق أو منها… وليس من لبناني واحد يقبل بعودة الوصاية أياً كان نوعها: عسكرية أو سياسية أو أمنية.

 

 

أما النأي بالنفس فهو أفضل خيار للبنان، وهذا ما أثبتته التطورات، علماً أنه بالرغم من الضغوطات كلها لا بد من كلمة حق تُقال في الرئيس سعد الحريري الذي تحمّل ما لا تتحمّله الجبال وبقي صامداً متمسّكاً بموقف النأي بالنفس.

 

وفي موضوع فتح معبر نصيب تجدر الإشارة الى أنّ أصواتاً نشاز ارتفعت وكانت كأنها «تربّح منية» للبنان واللبنانيين.

 

ونحن نرفض هذا الاسلوب في المبدأ، فبقدر ما نرحّب بفتح المعبر الذي لا تقتصر المصلحة فيه على لبنان وحده بل هو مصلحة مشتركة للبنان وسوريا والأردن أيضاً… وكذلك للبلدان العربية التي سينتقل الإنتاج اللبناني إليها على أنواعه… بقدر ما نرحّب بذلك بقدر ما نصرّ على العلاقات الطبيعية…

 

عوني الكعكي