IMLebanon

نوّاب الشمال و«بوانتاج» الموقفَين

بعد قرار رئيس تيّار المردة النائب سليمان فرنجية اﻻقتراع بالورقة البيضاء ودعوة مؤيّديه كما المعارضين لوصول العماد ميشال عون الحذوَ حذوه، يتقلّص هامش توزيع أصوات النواب في اﻻقتراع الرئاسي بين خيارَين ﻻ ثالث لهما. وبالتالي يمكن تصنيف المواقف ما بين شكل التأييد السياسي للجنرال وحجم المعارضة التي ستنتظر عهده، مع التسليم بالحسم النهائي بوصول عون للرئاسة دون منافسة.

في هذا السياق ينقسم نواب الشمال وتيار المستقبل بين موقفين:

اﻻوّل اﻻقتراع لصالح عون، ليس من باب تأييده بل انطلاقا من تحصين موقف الرئيس سعد الدين الحريري كرئيس مكلّف للحكومة ولعدم إظهاره ضعيفاً في وجه رئيس الجمهورية، امّا الموقف الآخر فيرى بضرورة الوقوف عند خاطر الزعيم الزغرتاوي سليمان فرنجية عبر اﻻقتراع بالورقة البيضاء، ولكلا الموقفين دوافع ومبرّرات.

طرابلسيّاً، الخطوة السبّاقة كانت للنائب محمد الصفدي الذي حسم خياره باكراً لدى حضوره الى بيت الوسط عند إعلان الحريري تأييد ترشيح عون فأيّده مع الجموع، فيما النائبان محمد كبارة وسمير الجسر بدَّلا من موقفهما الرافض لوصول عون الى اﻻقتراع لصالحه، وفي المعلومات أنّ الحريري استعمل عصا التنظيم الحزبي داخل تيار المستقبل لإرجاع النائبين لبيت الطاعة عبر الضغط على شقيق النائب كبارة عبد الغني كبارة مستشار الحريري لشؤون الشمال، كما بوجه منسّق التيار في طرابلس النائب سمير الجسر، وذلك عبر تقدّم النائب السابق مصطفى علوش صفوف تيار المستقبل في اجتماعات متتالية أراد منها زعيم التيّار الأزرق إيصالَ رسالة مباشرة تلوّح بعدمِ تردُّدِها في اﻻستغناء عن أيّ نائب ﻻ يسير بقرار الحريري.

خطوة إلى الوراء

هذه الأجواء دفعَت النائب أحمد فتفت إلى التأكيد على حضوره الجلسة، بعد اللغط الحاصل حول مغادرته إلى باريس، ما دفعَه إلى توضيح سبب مغادرته بأنّها زيارة خاصة، وسيعود مباشرةً نهار اﻻثنين، فيما يصبّ البيان الذي أطلقه زميلاه في الضنية – المنية النائبان قاسم عبد العزيز وكاظم الخير في نفس الاتّجاه، أي بالرجوع خطوةً إلى الوراء.

وفي الوقت الذي يجب التوقّف مطوّلاً أمام موقف الرئيس نجيب ميقاتي الذي قالها مباشرةً للجنرال عون، وذلك عندما زاره معزيّاً بوفاة شقيقه حينما سئلَ عن صوته فكان جوابه حاسماً معلناً أنّ صوته سيَمنحه للنائب الجار والصديق سليمان فرنجية، إلّا أنّه اليوم ونزولاً عند رغبة النائب الشمالي الصديق فهو معنيّ باﻻقتراع بورقة بيضاء بالإضافة الى اقتراع النائب أحمد كرامي الذي بدوره يكنّ للنائب الشمالي مودّةً وصداقة قديمتين، وهو ملزَم بحكم هذه الصداقة الالتزام بالاقتراع بورقة بيضاء.

أيضاً شماليّاً، النائب بدر ونّوس محسوم موقفُه لصالح الحريري، فيما النائب المستقيل روبير فاضل الذي قبِلت استقالته أصبح خارج لعبة الأصوات، أمّا النائب سامر سعادة فملتزم بقرار كتلة الكتائب وستكون حُكماً الورقة البيضاء هي التي سيُسقطها في صندوقة الاقتراع.

مكاري حائر !

في الكورة يسود لغط حول قرار النائب فريد مكاري النهائي بين اﻻقتراع لعون أو مراعاة صديقه سليمان فرنجية، فيما صوتا النائبَين فادي كرم ونقولا غصن محسوبان لعون.

أمّا في البترون فأصبح واضحاً أنّ النائب بطرس حرب سيقترع بورقة بيضاء بعدما عبّر عن معارضته علناً لعون، لا سيّما بعد اجتماع مجلس الوزراء الأخير حين حذّر من الصورة التي سيتعامل بها الحكم الجديد مع المعارضة (وذلك بعد عراكه مع وزراء التيّار داخل الجلسة) بعكس النائب أنطوان زهرا الذي سيلتزم بقرار كتلة القوات باﻻقتراع لعون.

قضاء بشرّي محسوم اللواء لصالح القوات بصوتين لعون للنائبين ستريدا جعجع وإيلي كيروز، يقابلهما ثلاثة أوراق بيضاء لنواب زغرتا: اسطفان الدويهي سليم كرم وطبعاً النائب المرشح سليمان فرنجية الذي يحقّ له التصويت أيضاً في جلسة انتخاب الرئيس.

محافظة عكّار المتبقّية في البوانتاجات الشمالية محسومة بالكامل لصالح الحريري، وهي ستقترع بالكامل لعون، خصوصاً بعد عودة النائب خالد ضاهر إلى صفوف كتلة المستقبل باستثناء خرق قد يسجّله اعتراض النائب معين مرعبي، وذلك إيماناً منه بضرورة التضامن مع موقف اللواء أشرف ريفي.

وفي ضوء ما تقدّم، يمكن الجزم بأنّه لولا قرار الحريري تأييد عون فإنّ معظم الأصوات الشمالية التي أيّدت الاقتراع لصالح عون كانت ستصبّ لصالح أيّ مرشّح قد يحظى بدعم الحريري.