IMLebanon

«درع الشمال»: بين التهديد الصهيوني والتشكيك اللبناني

 

 

أطلق العدو الصهيوني عمليّة «درع الشمال» التي تهدف الى «كشف أنفاق حفرها حزب الله لشن هجمات عبر الحدود من لبنان إلى إسرائيل وإحباطها» بحسب جيش العدو الصهيوني، الذي قال ان العملية، حتى الآن، تتم داخل حدود الأراضي الفلسطينية المحتلّة ولم تمتد إلى لبنان حيث تبدأ الأنفاق. ولكن رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني هدد بالدخول الى لبنان من خلال تصريح قال فيه:«لا نستبعد العمل في لبنان، وسوف نتصرف بقدر ما هو ضروري».

وإزاء هذه التهديدات، وكما هي العادة، لا تخلو القراءة اللبنانية لعملية الأنفاق من انقسام الرأي الذي ينعكس عبر التعليقات والتأويلات. فهناك من سلّم بوجود هذه الانفاق وتناول انعكاسات هذا الامر على لبنان؛ وبالمقابل هناك من اعتبر انها مزاعم كاذبة لا تستدعي كل هذه البلبلة القائمة، وحاول تناول خلفياتها وتوقيتها.

من جهة، بدأ الحديث عن الدخول في مسرح ضربة عسكرية وشيكة لاستئصال «حزب الله»، الذي بات يتحكم بالقرار اللبناني، وذلك بهدف التمهيد لمعادلة سياسية جديدة في لبنان تكون لصالح العدو الصهيوني. وهناك من يتحدّث عن الانعكاسات السلبية لاكتشاف هذه الانفاق على لبنان وما ترتبه من نتائج امام المجتمع الدولي، الذي يرى في ذلك خرقا للقرار الدولي ١٧٠١ وعدم صدقية لبنان في الوفاء بالتزاماته، ما يؤثر بالتالي على مؤتمرات الدعم الدولية.

وفي المقابل، هناك من يبدو مطمئناً وغير آبه لما يقوم به جيش الاحتلال، باعتبار أن ما من أنفاق اكتُشفت فعلياً، وأن مزاعم العدو لا تستند الى اية وقائع صحيحة وملموسة على الإطلاق. ذلك ان الكيان الصهيوني لم يتقدّم بأية احداثيات او معلومات حول هذا الموضوع، ولم تؤكد قوات الأمم المتحدة العاملة في المنطقة هذه المزاعم، كما لم تستطع وكالات الانباء العالمية التأكد من صحة الصور والفيديوهات التي نشرها جيش الاحتلال. وعللت ما يجري بأن رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو، الذي يعاني من وضع سياسي وحكومي صعب على خلفية ملاحقات قضائية مؤجلة بتهم الرشى، يحاول الهروب الى الأمام بمثل هذه الأمور للتغطية على الوضع الداخلي، كما اتهمته قوى المعارضة الاسرائيلية.

ان التهديدات الصهيونية متواصلة ومتزايدة بوتيرة مرتفعة، من اتهامها «حزب الله» بتكديس الاسلحة والصواريخ على الاراضي اللبنانية والحدود السورية- اللبنانية، وصولاً الى مسألة الانفاق. ويبدو ان الجبهة الصهيونية الداخلية مستعدة للحرب في ظل الاندفاع الأميركي الداعم للكيان الصهيوني في أي عمل عسكري قد يستهدف لبنان. ولكن في المقابل، هناك تساؤلات عن جهوزية الجبهة الداخلية اللبنانية لمواجهة أي حماقة صهيونية محتملة.

فهل لبنان في حالة استعداد لمواجهة حرب جديدة؟ وهل لدى الشعب اللبناني القدرة على الصمود والمواجهة ووحدة الموقف؟ وهل ستتكبد الدولة العبرية تبعات لن تستطيع تحمّلها ممّا يكفّها عن التعدي الدائم على لبنان؟