IMLebanon

خدعة المنظّمات

 

 

صُمّتْ آذاننا بالاعلان عن مُنظّماتٍ «غبّ الطلب» تحت مُسمّياتٍ، ايضاً «غبّ الطلب» وحسب الحاجة لتمرير وتدعيم الخدعة. فإن كانت مؤامرة التعمية بحاجةٍ لمُسمّياتٍ طائفية أو مذهبية، فالاسم المُعبِّر جاهز، وإن كانت بحاجةٍ لمُسمّياتٍ قوميّة، فالاسم أيضاً جاهز. المهمّ في الامر، أنّ الخدعة دائماً في متناول العقول المريضة والمُجرمة المسؤولة عن أجهزة الفبركات لمحور المُمانعة، المُتخلِّف لمئات السنين عن الانسانية. إنّ النزعة الغريزية التي طبعت الكثير من مراحل تطوّر المجتمعات، حين كانت تفتقد للعلم وللفهم وللادراك ولطبيعة العلاقات الانسانية السلمية، استمرّت بقوة مع هذا المحور في زمننا هذا، حين باتت العلاقات التفاهمية والحضارية لغة التخاطب التي تسري وتتقدّم في معظم المجتمعات الدولية. وإنّ فكر قادة هذا المحور، سُجنَ في داخل تطلّعاتهم الغرائزية، التي تنظر إلى الربح والسلب بطرق تدجيلية، فتسمح لهم بالإقدام على القتل والسبي، وتُبعدهم عن فنّ التخاطب والتشاور والتمدّن والحسّ الوطني الجامع بين أطراف الوطن الواحد. ولذا، فقد غادرت عقولهم المنطق السليم والشراكة والعدالة، إلى منطق استخدام ما تستطيع من فرص استغلالية لزرع الفوارق والفتن بين المتنوّعين، ولتحويل النقاشات السلمية صداماً وتقاتلاً.

 

يتمتّع قادة محور المُمانعة فعلياً بالخبث الكافي لخداع العامة بإقناعها بوجود منظّمات وهمية، ولكنهم في الوقت ذاته يُضرّون بأنفسهم وبالمصلحة العامة وبالاستقرار الوطني، إلى درجة أنهّم يخدعون أنفسهم، عندما يعتقدون أنّ الاعيبهم قد تخدمهم على المدى الطويل، ويخدعون أنفسهم أيضاً عندما يتباهون بقدرة مطبخهم على الرذيلة، معتبرين ذلك حنكةً وسياسة، لكنهم يوقعون بأنفسهم في الفخّ الذي وقعت فيه أنظمة اعتمدت الأساليب ذاتها في السابق.

 

وإذا كانت المجموعات والأحزاب والشخصيات السيادية اللبنانية تخشى على ثقافاتها ومفاهيمها من عدوانية الفريق الايديولجي الغازي للوطن، ففبركات مطابخه تُشير للتهديدات الآتية من مُنظّماتٍ معادية للفريق السيادي. وإن كان المسيحيون يخشون على وجودهم الحرّ واستمراريتهم الثقافية والاجتماعية في هذه المنطقة من العالم، فيلجأون إلى التمسّك بمفهوم الدولة ومؤسساتها وخاصةً الجيش الوطني، فتبتدع مطابخ المحور، مُنظّماتٍ بأسماء اسلامية، لتخويفهم، علّهم، بتعاون من بعض صغار النفوس من بينهم، يستطيعون اعتقالهم بداخل قفص الذلّ الجاهز في محورهم.

 

كم من منظّمةٍ سمعنا بها، ولم نر لها أثراً شعبياً، بل شهدنا منها أعمالاً اجرامية، فتبيّن أنّ الاسم وهم، أمّا الفعل فإجرام. وكم من مجموعةٍ خارجة عن القوانين، وعن الانسانية، برزت في الاعلام بترتيبٍ من الغرف المُظلمة للمحور، فتراكضت وراءها وسائل الاعلام والأبواق المُوجّهة، للمساهمة في تكبير أحجامها وتعظيم أهميتها، ولاستخدامها بعمليات التهديد والاغتيالات ضدّ السياديين اللبنانيين. وكم من تلك المُنظّمات، فرّخت، واستُخدمت، واختفت، وبيعت، في سوق حسابات المحور الاقليمية.

 

إنّ ضعف حجج قادة ومتكلّمي هذا المحور يدفعهم لاعتماد أساليب مخابراتية ومافياوية عديدة، وإنّ فشل افكارهم الجهنّمية، وضعف قضاياهم وابتعادها عن المصلحة العامة، وتناقضها مع التطور الطبيعي للانسانية، يدفعهم لرمي القنابل الدخّانية المتمثِّلة حالياً بالمنظّمات الوهمية. وكم من اعدادٍ من الفاشلين وضعفاء النفوس ومن المجرمين والغفلة، قد لملمتهم اجهزة ومنظّمات محور المُمانعة واستخدمتهم في حروبها ضدّ السياديين وضدّ الجيش الوطني وضدّ فئات لبنانية وضدّ احزاب وشخصيات، وضدّ الخارج وأصدقاء لبنان، لاستفزازهم سياسياً ومادياً. وبعودةٍ سريعة وبسيطة إلى التاريخ الحديث للبنان وللمنطقة، نتذكّر خلايا ومنظّمات متطرّفة واستفزازية، وتنظيمات كريهة وعدوانية، وقوى وطنية بطابع غير وطني، ومجالس صورية، ومؤتمرات فارغة المحتوى، تتشابه جميعها، بقلّة القيمة الاجتماعية والسياسية والفكرية والنوعية والتمثيلية.

 

انّها الخدعة التي لم تنطل يوماً ولن تنطلي على السياديين، ومهما حاول محور المُمانعة تعمية الناس بمنظّماتٍ من خلْقه السيّئ، وحاول تشويه صورة السياديين واتهامهم بتقويض السلم الاهلي، فقط لأنهم يقفون سدّاً منيعاً بوجه مخططاته، فالحقيقة التي لن يستطيع أحد تغييرها، تقول إنّ «المُخادع ذئب يبكي تحت أقدام الراعي». أمّا خداعه فيخدم مرحلياً، ذمّية صغار النفوس المتعاونين معه لأجل السلطة والمادة، ومحاولته الدؤوبة لتعمية الشعب اللبناني وإلهاء السياديين عن مشروعه الايديولوجي، تسقط بمجرّد ازاحة الستارة عن محاولته الاخيرة بعنوان «خدعة المُنظّمات» ليطلّ من خلفها هو برأسه مُعلناً بطولاتٍ زائلة، تتمثّل بمقدرته على الخداع.

 

(*) عضو تكتل «الجمهورية القوية»