IMLebanon

صرخة البطريرك إستغاثة من عالم آخر

 

 

أطلق بطريرك الموارنة بشارة الرّاعي صرخته عسى تجد صداها عند رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لـ»فكّ الحصار عن الشرعيّة»، ولم يلبث الجميع أن بدأ في الحديث عن أهميّة صرخة البطريرك غير المسبوقة،صحيح أن غبطته «ناشد فخامة رئيس الجمهورية العمل على فكّ الحصار عن الشرعية والقرار الوطني الحرّ»، ولكن إلى أيّ مدىً نستطيع أن نصدّق أنّ الفريق نفسه الذي عطّل الحياة الديمقراطيّة وتشكيل الحكومات وفرض على اللبنانيين تحالفه مع حزبٍ سلاحه إيراني ومسخّر لأجندة إيرانيّة، وهو الفريق نفسه الذي منع انتخاب رئيس للجمهوريّة بقوّة تعطيل حزب الله لجلسات انتخاب رئيس للجمهورية واحدة تلو الأخرى،كيف نصدّق أنّ الذي عطّل وحاصر الشرعيّة طوال السنوات الماضية كلّها هو المنقذ الذي سيعمل على «فكّ الحصار عن الشرعيّة»؟!

 

حتى مناشدة غبطته للدول الصديقة ومطالبتها بـ «الإسراعَ إلى نجدة لبنان كما كانت تفعل كلّما تعرّضَ لخطر» تجاهل فيها أنّ هذه الدّول الصديقة والشقيقة لم تعد موجودة ولا جاهزة لإنقاذ لبنان، لا الدولة التي قدّمت الكثير للبنان توقّعت أن تكون نهاية هذه العلاقة الأخويّة التي تتعرّض لها وحكّامها على مسمع ومرأى من شعوبها والعالم، ولم تتوقع أن تخرج المؤامرات على أمنها من لبنان فالذراع الإيرانية الخبيثة تمتدّ من لبنان لتعيث فساداً في العالم العربي فيما الدولة اللبنانيّة تقول للعرب «هؤلاء شركاؤنا في الوطن»!!

 

وتوجّه غبطته أيضاً إلى منظَّمة الأمم المتّحدة «للعمل على إعادةِ تثبيتِ استقلالِ لبنان ووحدتِه، وتطبيق القرارات الدولية، وإعلانِ حياده»، يبالغ غبظة البطريرك الراعي بتفاؤله كثيراً في مخاطبة منظمة الأمم المتحدة التي واجهت مع لبنان عدم جدّيته في تطبيقه لقراريْن الأول الـ 1559 عندما سارع لبنان نفسه ـ وكانت الأجواء الدوليّة مؤاتية ـ لتطبيق القرار 1559 فقررت الطبقة السياسية أنّ تحالفاتهم الإنتخابيّة أهم، ونفس الأمر حدث مع القرار 1701 إلا إذا كان لبنان يصدّق أنّه يطبّق مندرجات هذا القرار!

 

يا صاحب الغبطة؛ «لبنانُ جامعةُ الشرقِ ولبنان مُستشفى الشرق ولبنان السياحة والبحبوحةُ والازدهارُ، لبنانُ الفكر والنبوغ والنهضة يُحجَّم ويُحوَّل إلى ملكيّة خاصّة تُصادره طبقةٌ سياسيّةٌ، لبنان الذي لم يَركع أمامَ أيِّ احتلال، لن يركع اليوم، ونحن لن نَسكت على ما يجري. هذا الوطن هو ملك بنيه وهم مصدر سلطاته»، لبنان هذا تم تسليمه للاحتلال الإيراني عبر أداتها حزب الله وبكامل الاتفاق والتراضي مع الفريق الذي وصل إلى سدّة الرئاسة ويتولّى السلطة ويضطهد شباب لبنان الثوّار ووهم غير عابئين بالذلّ والجوع والقهر الذي يعانيه الشعب اللبناني، وسيبقى يعاني حتى يقضيَ الله أمراً كان مفعولاً.