IMLebanon

المشروع الفارسي فاشل ولكنه مدمر

المشروع الفارسي الذي بدأ بمجيء آية الله الخميني عام 1979 من باريس الى طهران لم يكن قد أتى من السراب بل كان نتيجة دراسة معمّقة لمركز دراسات صهيوني تحت عنوان كيف يمكن أن نهيّئ مناخاً مناسباً وطائفياً لكي تعيش إسرائيل؟ بمعنى أدقّ لا يمكن لإسرائيل أن تعيش كدولة يهودية من دون أن تكون هناك دولة شيعية فارسية يكون المذهب الجعفري الاثنا عشري هو دينها وهي ستكون الدولة الوحيدة في العالم على هذا الشكل.

وهذا الهدف يعتبر لأميركا أكثر من ضرورة من موقع الحرص على مستقبل إسرائيل الولاية الـ51 من الولايات المتحدة الاميركية.

فهكذا ومن أجل تحقيق هذا الهدف جاؤوا بآية الله الخميني وأطاحوا شاه إيران الحليف الاوّل لأميركا.

صحيح أنّ هذا المشروع نجح في العراق ونجح في سوريا ونجح في السيطرة على لبنان من خلال «حزب الله» ونجح في اليمن من خلال الحوثيين، ولكن هذا النجاح بقي ناقصاً.

 

العراق

المشروع الفارسي نجح، بمعنى تدمير العراق وتقسيمه ولكن هل يستطيع أن يحكم العراق؟

طبعاً لا… لأنّه منذ الغزو الأميركي عام 2003 وحتى خروجه وإلى يومنا هذا لا تزال الحال الأمنية أكثر من سيّئة والعراق يعاني اليوم من التقسيم: منطقة أو دولة كردية، وما تبقى من الدولة العراقية يعاني التقسيم المذهبي بين أهل السُنّة والشيعة.

والأنكى أنّ هذا التدخل الفارسي جلب «داعش» وأخواتها بمعنى أدق أنّ التطرّف الشيعي هو الذي خلق التطرّف السنّي.

في النتيجة نجح المشروع الايراني الفارسي في تقسيم العراق وتفتيته ولكنه فشل في بسط الأمن والإستقرار.

 

سوريا

منذ اندلاع الثورة السورية أي منذ أكثر من أربع سنوات والفرس وضعوا إمكانياتهم المالية والاقتصادية والحرس الثوري ورجاله وقائد «فيلق القدس» في سبيل دعم نظام الاسد وعلى الرغم من إكراه «حزب الله» على المشاركة في دعم النظام تحت شعار «حماية المقدسات الدينية في السيدة زينب»، يعني أنّ هذا المشروع الفارسي نجح في تفتيت سوريا وتقسيمها وحكمها ولكنه فشل في بسط الأمن والإستقرار.

 

لبنان

وهنا الطامة الكبرى إذ على الرغم من الإنقلاب الكبير الذي قام به «حزب الله» ووضع يده بقوة السلاح على لبنان وأسقط حكومة الرئيس سعد الحريري وأقام لأوّل مرة في تاريخ لبنان حكومة اللون الواحد حكومة طربوشها سنّي ولكنه لم يكن يمثل أهل السُنّة وأعني الرئيس السابق نجيب ميقاتي على الرغم من أنّه من أغنى أغنياء لبنان إذ تقدّر ثروته بأكثر من 5 مليارات دولار أميركي، لم تستطع هذه الحكومة الصمود بل سقطت سقوطاً ذريعاً، وعلى الرغم أيضاً من محاولة عرقلة قيام حكومة وطنية إلاّ بعد سنة من الفراغ انصاع «حزب الله» ورضخ الى القرار الوطني والمجيء بحكومة وطنية مميّزة برئاسة الرئيس تمام سلام هذا الرجل العاقل والحكيم والصبور، وجاءت معه مجموعة من أنظف وأقدر الوزراء ابتداءً من زميلنا العزيز الاستاذ نهاد المشنوق واللواء أشرف ريفي ووائل أبو فاعور وسواهم كثيرون يعترف لهم بالجدية والعمل الدؤوب والإنتاج اللافت.

وهذه الحكومة استطاعت أن تبسط الامن وحققت إنجازات أمنية كبيرة أصبحت معروفة للجميع.

 

اليمن

نجح الحوثيون في السيطرة على صنعاء بسبب مؤامرة علي عبدالله صالح لأنه اتبع المثل القائل «نكاية بالطهارة عملها في …» وانتقلت السلطة من صنعاء الى عدن أي أن المشروع نجح في تقسيم اليمن ولكنه فشل في بسط الأمن والإستقرار.

باختصار فإنّ المشروع الفارسي – الشيعي أراد الهيمنة على البلدان التي ذكرناها آنفاً فكان أن «نجح» في تدمير تلك البلدان والإساءة إليها كما لم يفعل أي طرف آخر.

عوني الكعكي