IMLebanon

اللعب بالشارع

 

حسناً فعل الاتحاد العمّالي العام بإعلان رئيسه عدم المشاركة في النزول الى الشارع، مفرَّقاً بوضوح بين الإضراب والشارع، في المرحلة الراهنة على الأقل، رافعاً الصوت بالتحذير من مخاطر لعبة الشارع. في المقابل رسم رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة محمد شقير علامة استفهام حول «أهداف» الإضراب.

 

ليس جديداً أن الوضع الاقتصادي في غاية الدقة. وأنَّ قدرة اللبناني على مواجهة تكاليف الحياة باتت محدودة جداً عند الأكثرية الساحقة من الموظفين والعمّال وصغار الكسَبة، وهي شبه معدومة لدى البعض. ومن أسفٍ أنّ هذا الوضع غير قابل للتصحيح في الظروف الراهنة ليس فقط لغياب حكومة ذات حيثية طبيعية، بل أيضاً لانّ البلد غارق في الديون التي تتآكله في وقت تبدو المشاريع الاستثمارية مجمّدة وفرص العمل أقل بكثير مما تنتجه الجامعات والمعاهد التقنية، وحتى  التحويلات من لبنانيي الخارج تقلصت، والقطاع السياحي مضروب، وآلاف الشركات توقفت بعدما صرفت موظفيها وعمالها.

 

هذا، كله، حقيقي ومعلوم ومعروف.

 

ولكن السؤال الذي يطرح ذاته بتفرعاته هو: أين الجدوى من النزول الى الشارع؟ ثم هل إن الإضراب، في غياب حكومة فاعلة، يمكن أن يؤدي إلى نتيجة؟ ومن يضمن ألاّ يندس مغرضون وحاقدون، وعملاء، ومخربون بين المتظاهرين؟!

 

وهل صحيح أنّ ندرة في القضايا والمسائل الوطنية ما يجتمع  حوله المضربون ذوو الأهداف المتضاربة؟!

 

1 Banner El Shark 728×90

 

وما صحّة ما يتداول من أنّ البعض يراهن على إضراب مفتوح واعتصامات وأعمال شغب قد تكون مدخلاً لإطاحة النظـام؟ وهل إن النظام بهذه الهشاشة؟!

 

ثم إن المعلومات المتوافرة تشير الى أنّ بعض محرّكي الإضراب يخططون لاستهداف رموز الدولة ليس بأعمال إرهابية، إنما لدفعهم الى السقوط او الاستقالة، ولا نظن أنّ الجهات المعنية وأيضاً تلك المستهدفة يفوتها هذا المخطط.

 

الاّ أنّ ما هو ثابت ايضاً أنّ الجيش اللبناني وسائر القوى والأجهزة العسكرية والأمنية ستكون جاهزة لتحقيق الأمن ومنع أصحاب «الجموح» من بلوغ أهدافهم… وهذه القوى التي ستتعامل مع الشارع ومن فيه بمسؤولية ومحبّة أيضاً فإنها لن تتساهل مع الذين قد يتعرضون لها، وهي ستعاملهم بالتي هي أحسن، دائماً  انطلاقاً  من حرصها الأكيد على حق الجميع في الحراك السلمي.

 

وثمة حقيقة لا بدّ من قولها:

 

إنّ ترف الجرجرة في تشكيل الحكومة لم يعد مقبولاً في أي شكل من الأشكال وتحت أي ذريعة من الذرائع فالناس شبعت هذه المسرحية المقرفة في استئخار تأليف الحكومة!..