IMLebanon

بايع «داعش» لكسب صداقات على «فايسبوك»: أكره المشنوق وأتمنى له الموت!

اعترافات أمير «داعش» الشرعي في عين الحلوة.. وتوأمه: استهداف الضاحية في عاشوراء.. وأسامة سعد والجيش

السلطات العراقية تدقق في قضية إصابة البغدادي

«يا مشنوق دولتنا زوّدتنا.. ولاغتيالك أرسلتنا».. بهذه العبارة، ذيّل الموقوف محمّد ابراهيم الملقّب بـ «أبو البراء السلفيّ» صورة مفبركة لوزير الداخليّة والبلديّات نهاد المشنوق فيما يقوم عدد من الملثمين بحزّ رقبته، مرفقةً بصورة مكتوب عليها «وابشروا».

يحاول ابراهيم أن يخفّف عن نفسه، هو الذي قال في إفادته الأوليّة (التي أنكرها لاحقاً): «أنا أكره المشنوق كرهاً شديداً وأتمنى موته، وذلك بعدما أخبرني أحد أصدقائي كيف تعرّض للضرب في سجن رومية»، مشيراً إلى أنّه نقل صورة وزير الداخليّة والبلديات على صفحته الخاصة على «فايسبوك» بعد «الحملة الإعلاميّة ضدّه إثر حادثة رومية (في مطلع هذا العام) وبعد أن نشرها مؤيدون لـ (النائب خالد) الضاهر».

ولم يكن المشنوق وحده من طاله التحريض على القتل، وإنّما عمد «أبو البراء السلفيّ» إلى نشر صورة لأحد الأشخاص العاملين مع وزير الداخلية وهو غ. د. وكتب أسفلها: «إنه واحدٌ من جنود المشنوق، لكنّه شيخ نصراني من أميون، ومطلوب قتله»، فيما نشر صورة لرجل آخر يشرب الخمر اسمه محمد، قائلاً: «هذا خنزير لن يسلم بطنه من سكاكيننا».

هذا غيض من فيض ممّا كتبه ابن الـ21 عاماً على صفحته على «فايسبوك»، هو الذي «بايع أمير المؤمنين أبو بكر البغدادي القرشي على السمع والطاعة وعلى المنشط والمكره وعلى العسر واليسر وعلى أثرة عليّ وألا أنازع الأمر أهله إلا أن أرى كفراً بواحاً…»، في إحدى كتاباته على «فايسبوك»، قبل أن يهدّد بدخول الدولة الإسلامية إلى لبنان بعد سوريا وقال: «اللهم عجّل بدخول دولة الإسلام إلى لبنان. اللهم حكّم فينا شرعاً».

وعلى صفحة الموقوف أيضاً تهديدات للجيش، إذ نشر «بشّروا الجيش اللبنانيّ بالمذلّة والإهانة، فضربنا موجع». كما كتب أيضاً: «هيّا يا أنصار الخلافة أروا الله منكم ما يجب».

يدافع «أبو البراء السلفي» عن نفسه، إذ لفت الانتباه خلال استجوابه، أمس، أمام المحكمة العسكريّة برئاسة العميد الركن الطيّار خليل ابراهيم، إلى «أنني أتّبع الكتاب والسنّة وأتمنى إقامة دولة الإسلام وأسعى إليها مع نفسي ولكن ليس بعمل على الأرض».

ونفى أن يكون مبايعاً لـ «داعش»، معتبراً أنّ التنظيم هو «من الخوارج عن الإسلام»، مشيراً إلى أنّه «لا يؤيد داعش وإنما كان ينقل ما يكتبه الآخرون على صفحته الخاصّة».

وأغرب إجابة تفوّه بها الموقوف هو أنّه كان ينشر هذه الكتابات «بهدف زيادة عدد المتابعين (طلبات الصداقة) لصفحتي على فايسبوك»، برغم أنّه أشار في إفادته الأوليّة إلى أنّه نشرها «لكي يعرف القاصي والداني عن داعش ما يؤدّي إلى استقطاب كلّ محب للتنظيم إلى صفحتي».

وقد نفى رداً على سؤال العميد ابراهيم أن يكون أحد الأشخاص كان يوجّهه لنشر هذه الكتابات والتحريض على القتل.

كيف تصنع قنبلة؟

ويبقى أهم ما تمّ ضبطه بحوزة الموقوف، هو ورقة بيضاء كتب عليها «كيفيّة تصنيع عبوة ناسفة فاعلة، وكيف يتمّ الإضافة عليها قارورتين من المسامير الحادة إذا كان الهدف منها قتل أشخاص، وكيف يتمّ تعديلها لتفجير سيارة كبيرة». وبدا واضحاً أن الورقة، التي كتبها بخطّ يده وتضمنت رسومات توضيحيّة ومعادلات، أنها حديثة العهد وأنّه كان يكتبها نقلاً عن أحد الأشخاص الذي يشرح له الأمر.

فيما أشار ابراهيم إلى أنّه نقلها بحرفيتها عن أحد المواقع الالكترونية وأنها قديمة تعود إلى ما قبل 6 أعوام!

وأبرز نواحي القضيّة التي يلاحق بها «أبو البراء السلفي» هو تواصله عبر «تلغرام» (أحد التطبيقات التي يستخدمها داعش مع تشفيرات باعتباره أكثر أمناً) مع القيادي في «داعش» محمّد الإيعالي الملقّب بـ «أبو البراء اللبناني» الموجود في الرقّة، وطلب منه الذهاب إلى أحد أصدقائه وهو هيثم ش. ليذهب الأخير إلى والده عمر الإيعالي (لديه محلّ في طرابلس ويأتمر بأمرة التنظيم).

وبحسب الإفادات الأوليّة، فإنّ عمر الإيعالي أبلغ ابراهيم بأنّ رسالة ابنه وصلت بأن يقوم بتشكيل خلايا إرهابيّة تتضمّن كلّ واحدة منها ثلاثة أفراد وتسعى لاستهداف الجيش، إلا أن التطورات أدّت إلى إجهاض هذا المشروع. وقد عرض ابراهيم الأمر على ابن خاله محمد مراد، الذي قال له: «فور تشكيل هذه الخلايا، إحسب حسابي».

وبرغم ذلك، ينفي «أبو البراء السلفي» هذا الأمر، إذ يلفت الانتباه إلى أنّ الإيعالي اتصل به كونه الأقرب جغرافياً إلى صديقه هيثم لكنّه لا يعرف الإيعالي الأب أو الإبن، ولا علم له بأمر الخلايا.

كذلك، ينكر محمّد مراد (الموقوف في القضيّة نفسها) علاقته بالموضوع، في حين يؤكّد أنّه كان ينوي الذهاب إلى سوريا للقتال هناك وأنّه التزم دينياً واقترب من «داعش» فكرياً، بعد أن أحبّ فتاة تعرّف عليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي عملت على إقناعه للانضمام إلى التنظيم!

وبالفعل، حاول مراد تأمين الوصول إلى سوريا عبر تركيا، غير أن إصرار أهله على منعه جعله يسقط هذا الخيار، ليتابع دراسته الجامعيّة في هندسة الكهرباء ويبتعد عن التنظيمات.

وبعد استجواب الموقوفين الإثنين، أرجأ العميد ابرهيم الجلسة إلى 21 كانون الأوّل ليستمع إلى إفادة الشاهد هيثم ش. الذي نفى في إفادته سابقاً علمه بموضوع اتصال الإيعالي.