IMLebanon

169 حزباً وعشرات التكتلات السياسية عرفها لبنان على مدى أكثر من قرن (1/4)

 

 

89 يوماً على الشغور الرئاسي.. الأزمات تتناسل والدولار والأسعار يُحلّقان

 

 

89 يوما على الشغور الرئاسي في لبنان، الذي يعيش كل أنواع الأزمات، من دون أن تلوح في الأفق أي بوادر بإنجاز هذا الاستحقاق قريبا، وبينما لم تسفر الجلسات الانتخابية الـ11 عن أي نتيجة، تستمر الحكومة الميقاتية الثالثة التي تعتبر مستقيلة منذ بدء ولاية مجلس نواب 2022 في 22 أيار الفائت في مهام تصريف الأعمال، في وقت يواصل الدولار الاعيبه وتحليقه، مترافقا مع ارتفاع في الأسعار وتدهور حياة الناس الاقتصادية والمعيشية والصحية والتربوية، فيتواصل الشغور الرئاسي ويستمر عداد فراغ الكرسي الأولى بالتصاعد، بانتظار إشارة مرور خارجية، عبر توافق دولي، وإقليمي وتحديدا عربي كان يطلق عليه «الوحي» الذي يحوّله النواب في صندوقة الاقتراع باسم الرئيس العتيد.

بأي حال، فإن «كلمة السر» الحاسمة بشأن الانتخابات الرئاسية لم تصدر بعد، ليحوّلها نواب «الأمة» الى حقيقة في صندوقة الاقتراع الزجاجية، وبالتالي سيتواصل عداد أيام الشغور في الكرسي الأولى بالتصاعد «حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا»، فيما تتواصل معه مرارات اللبنانيين التي باتت تطال كل تفاصيل حياتهم اليومية، وخصوصا الصحية والاجتماعية والتربوية والاستشفائية والدوائية والغذائية، إضافة الى النور وحركة النقل، في وقت تأتينا الـ«بشرى» الأميركية لتحمل المزيد من المشقات والآلام. وثمة سؤال يبقى يلحُّ في خاطر اللبنانيين عن كيفية ولادة تجمعات وتكتلات أو أحلاف سياسية في كل فترة زمنية ثم لا تلبث بعد عقد من الزمن أو أقل من التلاشي والاختفاء.

 

منذ قيام دولة لبنان الكبير عام 1920 شهد لبنان قيام تكتلات أو تجمعات.. وحتى أحزاب سياسية، كانت في زمن مضى ذات حضور في مجرى الحياة السياسية، حيث تشير الوقائع الى أن نحو 169 حزبا واكبت في تكوّنها وتطوّرها الحقب الأساسية التي مرَّت بها الدولة منذ نهاية المرحلة العثمانية ثم الانتداب الفرنسي وحتى مرحلة الاستقلال الوطني وصولا الى الحرب الأهلية (1975 – 1989).

وإذا كانت بعض هذه الأحزاب لعبت أدوارا سياسية كبيرة في تاريخ لبنان لكنها تراجعت الى حد الضمور والانتهاء كحزب الاتحاد الدستوري (الرئيس بشارة الخوري) الذي منه انبثقت الكتلة الدستورية، والكتلة الوطنية (الرئيس اميل إده ونجله ريمون إده) وحزب الوطنيين الأحرار الذي أسسه الرئيس كميل شمعون ويرأسه حاليا حفيده كميل دوري شمعون.

ومن بين هذه الأحزاب هناك أحزاب حديثة تأسست ورُخّص لها بين 1991 – 2021 يبلغ تعدادها نحو 122 حزبا، بينها نحو 85 رُخّص لها بين 2007 – 2017.

وإذا كانت مرحلة الأربعينات وأوائل الخمسينيات من القرن الماضي قد طبعت قيام كتلتين سياسيتين كبيرتين هما الكتلة الدستورية والكتلة الوطنية، فان المراحل اللاحقة تميّزت بنشوء تجمعات وكتل سياسية، كانت تنشأ تبعا للتطورات التي يشهدها لبنان مثل: الجبهة الوطنية الاشتراكية في مطلع خمسينيات القرن الماضي التي أطاحت بالرئيس الاستقلالي الأول بشارة الخوري في منتصف ولايته المجددة في أيلول 1952، وجبهة المعارضة الوطنية عام 1957 ضد الرئيس شمعون، ولفاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية بزعامة الشهيد كمال جنبلاط في النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي التي من رحمها ولد المجلس السياسي المركزي للحركة الوطنية اللبنانية في مرحلة الحرب الأهلية، وقابله في نفس المرحلة قبام جبهة الحرية والإنسان ثم الجبهة اللبنانية، وكذلك الجبهة القومية، وصولا الى قيام تكتلي 8 آذار و14 آذار اللذين قاما بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005. وانتهاء بحركة 17 تشرين 2019. وكل هذا لنا عودة إليه وتأثيراته في معارك انتخاب رئاسة الجمهورية.