IMLebanon

“حزب الله” متمسّك بفرنجية

 

حاول الرئيس نبيه بري أن يمرّ بين النقاط، وأن «يزمط» بانتخاب جورج خوري، لكن «حزب الله» تدخل في اللحظة المناسبة، وجمّد المحاولة، تحت عنوان أنه لم يحن الأوان بعد لانتخاب الرئيس.

 

لم يحن الأوان في توقيت «حزب الله» الذي يسير على إيقاع حرب غزة، وتالياً سيبقى كل شيء قيد التجميد، أقله حتى انتهاء الحرب، وهذا يعني أنّ الاستحقاق الرئاسي مؤجل لأشهر، وأنّ الفراغ الذي سبق انتخاب الرئيس ميشال عون، والذي دام لسنتين ونصف، مرشح لأن يتكرر، في ظل إصرار «الحزب» على فرض شروطه الرئاسية، مستعملاً لازمة الحوار مرة، ومصراً على إقفال المجلس دائماً.

 

في المعلومات، أنّ رئيس»تيار المرده» سليمان فرنجية استاء كثيراً من محاولة بري الرئاسية، وأنه اشتكى لـ»حزب الله»، ففرنجية المصر على الاستمرار بترشيحه، يستند إلى وعد صادق من «حزب الله»، بأنه لن يتنازل عنه، ما دام مستمراً بالترشح. وعلى أجندة فرنجية، لا يوجد حتى الآن، ما يفيد بأنه عازم على الانسحاب، وهو ليس مضطراً لاتخاذ هذا القرار ما دام «الحزب» متمسكاً به.

 

أظهرت محاولة بري الرئاسية، أنّ «حزب الله» لن يقدم على الطلب من فرنجية الانسحاب، فلهذه الخطوة محاذير كبيرة بالنسبة له، إذ إنها ستفقده حليفاً مسيحياً مخلصاً، وهي لو حصلت، ستعطي كل مسيحي يريد التعاون معه درساً قاسياً، مفاده أنه مستعد لترك حلفائه في وسط الطريق، وهذا ما لا يستطيع «الحزب» تحمله، لا سيما وأنه مشتبك مع «التيار الوطني الحر»، اشتباكاً مستمراً لم تنجح زيارة النائب محمد رعد في التخفيف من حدته.

 

بعد مناورة جورج خوري التي لم تنجح، لم يبق أمام اللجنة الخماسية إلا الاستمرار بزياراتها البروتوكولية، الخالية عملياً من أي قدرة على الدفع لانتخاب الرئيس. جال سفراء مجموعة الخمس على القيادات السياسية، ولم يحملوا معهم لا تلميحاً ولا تصريحاً أي أسماء، بل كلاماً في العموميات، يبقى على قياس مرحلة الانتظار الطويلة، حيث يحتفظ «حزب الله» منفرداً بكلمة السر، المؤهلة لفك شيفرة الاستحقاق الرئاسي، كل ذلك وسط تناثر بعض الأسماء الرئاسية المرشحة للتسويق في بعض الدوائر والسفارات المعنية بالاستحقاق.

 

خريطة طريق بعبدا باتت إذاً تنتظر خريطة طريق غزة، والمدخل هدنة غزاوية، ثم هدنة لبنانية، ثم عودة آموس هوكشتاين، والبدء بالبحث بالترتيبات جنوب الليطاني، ثم الانتقال إلى التفاهم على انتخاب الرئيس، مع كل ما سيرافق ذلك من بازارات سياسية، عنوانها الضمانات التي سيطلبها «حزب الله» في الرئاسة وتشكيل الحكومة، وفي كل ما يضعه ضمن خانة طمأنة المقاومة.