IMLebanon

الاستحقاق الرئاسي: كثرة طبّاخين… وطنجرة فارغة إلّا من البحص

 

عجلة «الخماسية» تعود إلى الدوران الأسبوع المقبل وتوسعة لمروحة لقاءاتها

 

 

ينتظر أن تعود حركة المساعي فيما خص انتخاب رئيس الجمهورية والتي توقفت عن الدوران في الأسبوعين الماضيين الى زخمها بعد عطلة عيد الفطر المبارك، حيث من المتوقع أن يعاود سفراء اللجنة الخماسية زياراتهم للقوى السياسية لجسّ النبض حول ما إذا كانت المناخات السياسية قد تبدّدت عما كانت عليه في الأشهر الماضية بما يمكن من أحداث خرق ما في جدار الأزمة يساعد على تأمين الظروف المناسبة لانتخاب رئيس للجمهورية.

ووفق ما كان معلن قبل أخذ سفراء الخماسية اجازتهم في آذار المنصرم فإن هناك موعدا محددا في 17 من نيسان الحالي بينهم وبين تكتل «الاعتدال الوطني» الذي سيستمر وفق مصادره في السعي لإيجاد أرضية ملائمة لتقريب وجهات النظر بما يؤدي الى انتخاب رئيس، كما أن السفراء الخمسة سيلتقون أيضاً «حزب الله» وهو لقاء يعتبر في حال حصوله على قدر كبير من الأهمية إذ من خلال نتائجه يمكن تحديد مسار ومصير الانتخابات الرئاسية، كما أن على أجندة هؤلاء السفراء مواعيد لقاءات مع أطراف سياسية أخرى، وفي حال كانت الأجواء غير إيجابية فانه يتوقع زيارة يقوم بها وزراء خارجية أميركا وفرنسا والسعودية وقطر ومصر الى لبنان في محاولة ربما تكون أخيرة لتمرير الاستحقاق الرئاسي، وهذا الأمر سيكون سهلا في حال كانت الهدنة في غزة قد تحققت.

واللافت في هذا المجال غياب الموفدين الفرنسي والقطري عن السمع، بعد أن كانت سادت معلومات بأن رأس الدبلوماسية الفرنسية السابق جان إيف لودريان سيزور لبنان في شباط ثم أُعطي موعد آخر في آذار وها نحن أصبحنا في منتصف نيسان ولا حسّ ولا خبر عن لودريان، وهذا يعزز الاعتقاد بوجود خلاف أميركي – فرنسي حول مقاربة الملف اللبناني الذي يحاول المبعوث الأميركي لشؤون أمن الطاقة العالمي آموس هوكشتاين الاستئثار بالملف اللبناني من مختلف جوانبه وهو ما أزعج الفرنسيين وجعلهم ينكفئون بعض الشيء بانتظار بلورة المشهد في المنطقة.

وإذا كانت «الخماسية» بصدد الانطلاق مجدداً في مساعيها، غير أن الواقع السياسي ما زال على الحالة التي هي عليه منذ عام وعدة شهور، لجهة التصلب في المواقف ورفض أي فريق التراجع ولو خطوة واحدة الى الوراء، وهذا يعني أن طريق سعاة الخيرة ما تزال شديدة التعقيد، بالتزامن مع استمرار غياب الإرادة الدولية لانتخاب رئيس، وهو أمر لم يعد أولوية للخارج وللبعض في الداخل الذي يصرّ على سلوك طريق الأبواب المقفلة ورفض الحوار.

ويذهب البعض من المتابعين الى الاعتقاد بأنه لن يكون للبنان رئيس في غضون أشهر قليلة، وقد يستوطن الفراغ كرسي «القصر» لما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخريف المقبل، إلّا إذا طرأت متغيّرات فوق العادة جعلت من انتخاب الرئيس بعد شهرين أو ثلاثة أمراً ممكناً، لأنه حتى اللحظة الطباخون كُثر و«الطنجرة» الرئاسية ما تزال فارغة إلّا من البحص.

في موازاة ذلك فإن مصادر سياسية ترسم صورة مختلفة عن الاستحقاق الرئاسي، حيث أنها لا تستبعد تمرير الاستحقاق الرئاسي في غضون أسابيع قليلة في حال تم التوصل الى هدنة في غزة، وهدأت جبهة الجنوب، وهم يبنون هذا الموقف على حتمية الوصول الى تسوية شاملة للمنطقة بعد انتهاء الحرب في غزة، ولبنان حكما ستلفحه رياح هذه التسوية بما يسهّل انتخاب الرئيس وانتظام عمل المؤسسات والشروع في عملية الإصلاح التي على أساسها سيدعم المجتمع الدولي لبنان للخروج من أزمته الاقتصادية والمعيشية.

من هنا فان هذه المصادر ترى ان الأسبوعين المقبلين مفصليين في ما يتعلق بانتخاب رئيس، وأن الرئيس نبيه بري ربما يكون قد تجمّعت لديه بعض المعطيات التي جعلته يتفاءل بقُرب إنجاز الاستحقاق الرئاسي وفق من ينقل عنه زواره، ولا سيما أنه كان يتوقع الوصول الى هدنة في غزة من شأنها أن تنسحب على لبنان.