IMLebanon

غربلة فرنسية – سعودية للأسماء الرئاسية

 

 

لن تكون استعادة المساعي الفرنسية – السعودية المشتركة في هذا التوقيت، لانتخاب رئيس جديد للجمهورية سوى مجرد «فلتر»، استعداداً لعملية الغربلة والتصفية للأسماء بانتظار الجولة النهائية التي لا يعرف أحد توقيتها الملائم، إلّا «حزب الله» وحلفاؤه المُربكون بخلافاتهم الداخلية والرئاسية.

 

عملياً بات يمكن القول إنّ المبادرة السعودية – الفرنسية المشتركة، انطلقت، وبدأت تصفية الأسماء لجهة ما هو مقبول منها، وما هو خارج السباق. من الأسماء ما يطرح على سبيل جس النبض ومنها ما يبقى مكتوم القيد تفادياً للحرق، ولهذا لا يُستغرب مثلاً أن يطرح الفرنسيون أسماء كناصيف حتي وجورج خوري وغيرهما من المرشحين، من ضمن محاولة لترتيب سلّة متكاملة يتفق عليها، تشمل انتخاب الرئيس، وتكليف رئيس جديد للحكومة، وتشكيل حكومة إن أمكن. لقد سرق الفرنسيون أرانب نبيه بري وها هم يتبارون في الكشف عنها تباعاً، مع علمهم المسبق بأنّ مبادرتهم تستهلك الوقت، بانتظار أن يفكّ «حزب الله» أسر الاستحقاق الرئاسي، بعد أن يكون قد فكّ عقدة رئيس «التيار الوطنيّ الحرّ» جبران باسيل، الذي ما زال يحلم بأن يخلف عمه في قصر بعبدا.

 

إنتقلت رحلة الأسماء الفرنسية ضمن السلّة المتكاملة من رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية رئيساً والسفير نواف سلام رئيساً مكلفاً للحكومة تباعاً. ثم قامت المبادرة بنزهة، فاستضافت أسماء رئاسية أخرى بعد الرفض السعودي لانتخاب فرنجية المتمسّك بموقعه وتموضعه، لكنّ نواف سلام بقي ثابتاً ضمن سلة الاقتراحات، التي لم تذهب إلى اقتراح اسم قائد الجيش ربما بدافع الحرص وعدم استباق التوقيت المناسب.

 

في عقدة جبران باسيل ما يتيح الكثير من الكلام. يراهن صهر عون على مسارين متوازيين، الأول يتمثّل بفك العقوبات الاميركية عنه، وقد بدأت قطر مساعيَ على طريق السعي لرفع العقوبات عنه. المسار الثاني يتمثّل في شراء الوقت والاستمرار في معارضة انتخاب اي رئيس آخر، وهذا ما يضع «حزب الله» أمام معضلة عدم الانتقال إلى البحث الجديّ في التسوية، طالما أنّ باسيل مستمر بالاختباء وراء الورقة البيضاء، التي ستعني تخلّيه عنها إن حصل، انه أزال من رأسه حلم الرئاسة، وانتقل هو الآخر إلى البحث بالتسوية وأثمانها وشروطها.

 

قبل أن يهبط هذا الوحي، لن يكون متيسّراً البحث الجدي بأي تسوية، وسيكون المسعى الفرنسي – السعودي مجرّد استعداد وانتظار لما سيقوم به «حزب الله»، الذي لم يعطِ إلى الآن أيّ اشارة تفيد أنّه في وارد الذهاب إلى التسوية من دون باسيل، وبناء عليه سينتظر الاستحقاق الرئاسي أسابيع وأشهراً عدّة، قبل أن يقرر «الحزب» الافراج عن النصاب الدستوري، بعد أن يكون قد أرضى باسيل ببعض المكاسب لقاء سيره الطوعي في انتخاب رئيس التسوية، علماً أنّ الأخير يضع منذ الآن فيتوات قاطعة على أكثر المرشحين جديّة، أيّ قائد الجيش العماد جوزاف عون، الذي يكنّ له باسيل مشاعر شديدة السلبية، لأنّه يشكل النموذج النقيض الذي استطاع أن يؤمّن سير المؤسسة العسكرية بالحدّ المقبول من الأداء المؤسساتي، وأن يمنع «وضع اليد» على الجيش واستخدامه في لعبة المآرب الشخصية.