IMLebanon

أزمة قطر: الضفدعة والبقرة!

انفجار الأزمة الراهنة بين السعودية وحلفائها العرب مع قطر، لم تكن حدثاً مفاجئاً للأوساط العربية، السياسية والاستخباراتية، التي كانت تتابع عن كثب حجم التورّط القطري ليس في تمويل عمليات وتنظيمات إرهابية وحسب، بل وأيضاً في الابتعاد عن السرب العربي، والتحليق في الفضاء المعادي لأمن واستقرار النظام العربي.

لم تنفع التحذيرات السعودية المتتالية في إعادة النظام القطري إلى طريق الصواب، وتصحيح المسارات الخاطئة، بل كانت ردود الفعل القطرية الذهاب بعيداً في «لعبة النار»، ضد الجارة الكبرى السعودية، وضد الشقيقة الكبرى مصر حيث خصصت «الجزيرة» إحدى قنواتها للتحريض ضد الرئيس عبدالفتاح السيسي وحكومته على مدار الساعة، كما قدمت دعماً مطرداً لجماعات داعش، والجماعات الإرهابية الأخرى في سيناء، وفي المناطق الليبية المجاورة للحدود المصرية!

وتملك الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية وثائق دامغة تؤكد تورّط قطر في عمليات تفجير إرهابية لمساجد وأماكن عامة في القطيف ومدن أخرى في شرق السعودية بهدف إثارة الفتن المذهبية بين أبناء الوطن الواحد، وزعزعة أمن المملكة التي تخوض معركة شرسة ضد التمدد الإيراني في الدول العربية.

حرصت الرياض على إعطاء «فترة سماح» للأمير تميم، في إطار سياستها الحكيمة في تغليب لغة العقل والحوار الهادف لحل مشاكل البيت الخليجي، ولكن سرعان ما تبين ان الأمير الابن يسير على خطى والده المتنحي، وركوب موجات المغامرات الهوجاء ضد أقرب الأشقاء، وأكثرهم احتضانا لقطر، حكاماً وشعباً، فضلاً عن تمسكه بسياسة تمويل التنظيمات المتطرفة الإرهابية، لصبّ الزيت على الفتن المشتعلة في المنطقة، والمشاركة في مخططات ضرب استقرار العرب، لحساب المحور الإيراني، رغم كل ما تسببته العمليات الإرهابية من تشوهات في صورة الإسلام في المجتمعات الغربية!

والسؤال الذي شغل المراقبين لسنوات، قبل أن يظهر الخيط الأسود في السياسة القطرية:

لماذا تخوض الدوحة كل هذه المخاطرات، معرّضة أمنها وأمن العديد من الدول العربية، وخاصة الخليجية لاهتزازات غير محمودة العواقب؟

الجواب يمكن اختصاره بكلمات قليلة:

فتش عن الضفدعة التي حاولت الوصول إلى حجم البقرة.. ولاقت المصير المحتوم بسبب جهلها وغرورها، وأوهام تكبير دورها!!

وللحديث صلة!