IMLebanon

باريس والدوحة على خط الرئاسة … حراك قريب ومبادرات جديدة

 

 

على الرغم من اقتراب الحرب من لبنان، استنادا الى توسع رقعة وحجم العمليات العسكرية، تؤكد مصادر سياسية ان هناك توازنا بين إمكانية نشوب حرب كبيرة واللاحرب التي لا يريدها أي طرف نظرا لخطورتها.

 

وفي إطار الدفع نحو إبعاد تدحرج الأمور، تنشط المساعي الدولية لمنع انزلاق لبنان الى ازمات خطرة مع الضغوط لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، اذ تترقب المصادر عودة الحرارة الى الملف الرئاسي تزامنا مع عودة اجتماعات اللجنة الخماسية المقررة بعد أسبوعين، ليعود بعدها الموفدون الدوليون لاستئناف حراكهم الرئاسي، حيث يتوقع ان يعود الموفد الفرنسي جان إيف لودريان بطرح جديد، لن يتضمن بالضرورة المرشح الثالث الذي حكي عنه قبل فترة، ولن يكون مرشحا حوله إختلاف لبناني تماهيا أيضا مع ما تريده الدوحة، التي لا تريد مرشحا يثير انقساما لبنانيا.

 

فمن المتوقع ان تعاود كل من باريس والدوحة حراكهما الرئاسي، ربطا بحراك بدأ في الداخل بمبادرة من تكتل “الاعتدال الوطني” لتحريك الجمود الرئاسي، قبل الدخول في مرحلة الإتفاق الأمني الذي يحكى عنه نهاية الحرب.

 

ووفق المصادر السياسية فان الملف الرئاسي عاد الى الواجهة، مع إمكانية طرح مبادرة رئاسية برعاية قطرية، واستمزاج الآراء اللبنانية حول مجموعة من الأسماء، ضمن مبادرة تتضمن انتخاب رئيس وتشكيل حكومة وعقد اجتماعات خارج لبنان للاتفاق على صيغة نظام جديد. ووفق المصادر تسعى قطر الى تجنيب لبنان سيناريو الحرب المدمرة في غزة، وبرأي القطريين فان لبنان يحتاج الى مبادرة تجنبه الحرب التي اقتربت كثيرا وتكاد تتخطى الجبهة الجنوبية، لكن اي مبادرة تبقى ناقصة من دون تعاون داخلي.

 

من بداية مسعاها الرئاسي، حاولت قطر ان تكون في الوسط من خلال تأدية دور توفيقي بين الأفرقاء، تضيف المصادر، فبعد سعيها لتبني مرشح انتقلت الى مرحلة البحث في خيارات تشكل نقطة تلاقي بين الجميع، وهذا ما انجزه موفدها جاسم آل ثاني في زياراته الى بيروت، وان كان لم يحقق أي اهداف رئاسية في تردده الى لبنان، بسبب اصرار الأطراف المعنية بالاستحقاق على مواقفهم الرئاسية.

 

بخلاف الموقف الأولي لقطر لطرح مرشح وحيد، فإن الموفد القطري وضع اسم قائد الجيش جوزف عون من ضمن الأسماء ليتدرج في مرحلة لاحقة ليعود الى طرح سحب الاسمين سليمان فرنجية وجوزف عون، وطرح اسم المدير العام للأمن العام بالوكالة الياس البيسري، ووفق العارفين في التفاصيل التي جرت على خط بيروت والدوحة، فان قطر التي كانت في طليعة المتحمسين لترشيح قائد الجيش للرئاسة، نظرا للعلاقة الجيدة بين القطريين واليرزة ودعم قطر للجيش بالمساعدات المالية، فإن التعامل القطري مع ترشيح قائد الجيش خضع للاعتبارات والحسابات اللبنانية الداخلية ، ورفض عدد من القوى السياسية ترشيحه، وتمسك “الثنائي الشيعي” بمرشحه سليمان فرنجية ، وعليه تجزم المصادر ان الاستحقاق الرئاسي سيعود الى المشهد قبل شهر شباط بمبادرات رئاسية ، وطرح تسوية جديدة تتضمن اتفاقا على سلة متكاملة من رئاسة الجمهورية الى رئاسة الحكومة والتعيينات.