IMLebanon

علامات استفهام ترتسم حول الوساطة مع «داعش»

كشفت مصادر نيابية مطّلعة أن الجيش اللبناني لا ينسّق مع أي جهة غربية في معركته المقبلة في جرود رأس بعلبك، وذلك على الرغم من تلقّيه عروضاً بالتعاون والتنسيق. وأكدت أن رفض قيادة الجيش لأي مساعدة يعود إلى جهوزيتها الكاملة وقدرتها على خوض الفصل المقبل من معركتها ضد تنظيم «داعش» وضد الإرهاب. وأكدت المصادر أن تنسيقاً ميدانياً يجري مع «حزب الله» في المنطقة، لافتة إلى أن الحزب ينسّق بدوره مع الجيش السوري، الأمر الذي يؤدي إلى حالة من التعاون غير المباشر، ومن خلال الحزب، الذي يخوض مع النظام السوري المواجهات ضد التنظيمات الإرهابية في الجانب السوري. وإذ اعتبرت المصادر ذاتها، أن المعلومات المتداولة عن مشاركة من قبل التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» في هذه المعركة، لا تشير إلى غطاء عسكري للمعركة المقبلة، أكدت أن الدعم هو سياسي بالكامل، ولا يقتصر فقط على واشنطن وموسكو أو الدول الغربية، بل يطال دول المنطقة أيضاً من دون استثناء. وبالتالي، فإن الغطاء السياسي الداخلي والخارجي، هو الذي يشكّل سنداً للجيش في عملية تحرير جرود رأس بعلبك والقاع من مسلحي تنظيم «داعش» والإرهابيين.

وقالت المصادر النيابية نفسها، أن القصف المركّز الذي بدأه الجيش منذ يومين ضد مواقع «داعش» في هذه الجرود، يعتبر مؤشّراً عملانياً على اقتراب موعد المعركة، من دون إقفال باب التفاوض مع «داعش» من أجل الكشف عن مصير العسكريين التسعة المخطوفين لديه. ولفتت إلى أن هذه القضية هي التي ما زالت غامضة في المشهد الأمني في الجرود، حيث من الصعب الوصول إلى اي معلومات في ضوء غياب أي مؤشّر عن مكان العسكريين سواء ما إذا كانوا في الجرود اللبنانية، أو باتوا في منطقة يسيطر عليها التنظيم الإرهابي داخل الأراضي السورية.

ومن هنا، فإن أي محاولة للتفاوض ما زالت غير مضمونة النتائج مع هذا التنظيم الإرهابي، الذي يشكّل لغزاً بالنسبة للجميع بسبب عدم قدرة أي طرف على خوض أي مفاوضات معه، وذلك خلافاً لما كان حاصلاً مع جبهة «النصرة» في جرود عرسال. وبالتالي، فإن علامة استفهام كبرى ما زالت ترتسم فوق مشهد الوساطة مع «داعش» في ضوء عدم توافر أي معطيات حتى الساعة تسمح بإطلاق وساطة جدية تؤدي إلى إطلاق العسكريين والبحث مع التنظيم في خروجه من الأراضي اللبنانية باتجاه الأراضي السورية.

وأكدت المصادر عينها، أن تضاؤل الأمل بإحداث خرق في ملف المخطوفين، يسرّع موعد المعركة التي قد تكون انطلقت في مرحلتها الأولية جراء عمليات القصف المركّز التي تقوم بها مدفعية الجيش اللبناني وبمفردها، ومن دون أي دعم خارجي، رغم كل التحديات العسكرية والميدانية واللوجستية، في ظل جغرافيا معقّدة وصعبة، وفي مواجهة عدو يخوض معركته حتى النهاية.

وخلصت المصادر إلى أن «حزب الله» يتعاون مع الجيش اللبناني من خلال مواقعه المتقدّمة في الجانب السوري من الحدود، حيث التنسيق متكامل ما بين الحزب والجيش السوري، بينما يقف الجيش اللبناني منفرداً في تحدّي معركة الجرود، إذ أنه سيخوض معركة ستنتهي بدحر الإرهاب إلى خارج الحدود وتحقيق الإنتصار المنتظر.