IMLebanon

نصائح إقليمية ودولية للبنان أن يقي نفسه شر الصراعات السياسية

نصائح إقليمية ودولية للبنان أن يقي نفسه شر الصراعات السياسية

هل تؤدي الثقوب التي أصابت مركب التسوية الرئاسية إلى سقوطها؟

 

«القوات» تتوجس خيفة من نوايا «الوطني الحر» احتكار الحصة المسيحية في التعيينات المقبلة

بالرغم من الثقوب التي أصابت مركب التسوية الرئاسية من كل جانب، فإن هذه التسوية ما تزال صامدة في وجه الرياح السياسية العاتية التي تضربها من كل حدب وصوب.

 

لكن السؤال البديهي الذي يفرض نفسه في ظل هذا المناخ السياسي اللامتوازن هل تستمر هذه الاهتزازات التي تعاني منها التسوية إلى حدّ لا يعود معه من بدّ من السقوط وبالتالي دخول البلد في آتون الصراعات السياسية من جديد؟

 

الضاهر إلى الآن انه رغم السواتر السياسية المرفوعة على الجبهات من الجبل إلى معراب، إلى الرابية وصولاً إلى «بيت الوسط» فإن الأفرقاء المعنيين بهذا الصراع ما زالوا يبدون حرصاً قوياً على إبقاء الروح في التسوية التي نقلت الواقع السياسي من حال إلى حال، أو أقله فإن كل فريق من هؤلاء يحرص على ان لا يكون البادئ في إطلاق رصاصة الرحمة على رأس هذه التسوية وهذا الأمر بحد ذاته يُشكّل قوة دفع للتسوية الرئاسية للبقاء على قيد الحياة.

 

لا شك ان العامل الإقليمي والدولي ما زال يُشكّل مظلة تقي الساحة الداخلية شر الصراعات المميتة إلى جانب خوف الداخل اللبناني من انفلات الأمور على غاربها وسقوط الهيكل مع سقوط هذه التسوية، غير ان هذا الشيء لا يُشكّل عامل اطمئنان على المدى الطويل حيث ان تزاحم الملفات والاستحقاقات الإقليمية والتأثير المباشر لأية متغيرات على لبنان سلباً أم ايجابياً تبعث على الخوف من انقلاب الصورة اللبنانية رأساً على عقب في أي وقت، وهذا ما يدفع إلى الاعتقاد بأن القوى المعنية بالاشتباك السياسي الحاصل ستسارع الخطى في الأيام القليلة المقبلة إلى لملمة ذيول التجاذبات التي نشأت نتيجة تصريحات من هنا وردود عليها من هناك. منعاً لتفاقم الوضع وانفلات الأمور من عقالها، خصوصاً وأنه وصل إلى مسامع هؤلاء معلومات غير مريحة عن تفاعل الشارع مع هذه التجاذبات وبروز معطيات عن ازدياد في منسوب الغليان الذي يتحكم بالسلوكيات اليومية لمناصري هذا الفريق أو ذاك وتحديداً على مستوى الشارع المسيحي الذي تُظهر المعطيات على انه قابل للاشتعال ما لم يُصَرْ إلى إعادة ترتيب العلاقة بين «القوات» و«التيار الوطني الحر»، حيث ان الكلام الذي اطلقه الدكتور سمير جعجع في أعقاب اجتماع تكتل «الجمهورية القوية» يعبر خير تعبير عن مدى الاستياء «القواتي» من السياسة التي يتبعها رئيس «التيار الوطني الحر» حيال الكثير من الملفات التي ترى «القوات» فيها تهميشاً لها، وهذا الواقع من الممكن ان يبلغ الذروة لحظة الشروع في فتح ملف التعيينات، حيث تتوجس «القوات اللبنانية» خيفة من توجه «التيار» الرامي إلى احتكار الحصة المسيحية من هذه التعيينات، أو على الأقل عدم إعطاء «القوات» حصتها الشرعية منها.

 

حيال هذا الواقع السياسي غير الصحي تتوجه الأنظار إلى مصير جلسات مجلس الوزراء حيث يفترض ان يتم دعوة المجلس إلى الانعقاد بعد ان عاد رئيس الحكومة سعد الحريري من اجازته الخاصة في الخارج، حيث ان هناك من يذهب إلى الاعتقاد بأن ما يجري على الساحة السياسية سيجعل الرئيس الحريري يتروى في دعوة مجلس الوزراء للانعقاد مخافة ان يؤدي التفلت السياسي الحاصل إلى العودة إلى رفع السواتر داخل الحكومة وهو أمر يحرص رئيس الحكومة على تجنبه راهناً خصوصاً وان هناك تحذيرات خارجية منها ما هو إقليمي ومنها من هو دولي وصلت إلى مسامع أهل القرار بضرورة الحفاظ على الاستقرار في لبنان وتفادي الانزلاق إلى تجاذبات لن يحصد لبنان من ورائها إلا مزيداً من الانهيارات الاقتصادية والمالية.

 

حيال هذه المشهدية السياسية غير المريحة ترى مصادر سياسية متابعة ضرورة الإسراع في ردم الهوة بين القوى السياسية والحؤول دون إتساعها في ظل مرحلة تتطلب المزيد من التوحد والاستقرار للتعامل معها، ولعل أبرز ما يوجب ذلك الملف البالغ الأهمية والخطورة والمتعلق برسم الحدود البرية والبحرية مع الكيان الإسرائيلي، حيث ان المسعى الأميركي يقترب من خواتيمه بهذا الخصوص وان استمرار الشرخ السياسي الحاصل يظهر لبنان ضعيفاً في أية مفاوضات مرتقبة حول هذا الموضوع، وهذا الواقع أكثر من يتنبه إليه رئيس مجلس النواب نبيه برّي الذي يجدد في أي لقاء وامام زواره على ضرورة لملمة الوضع الداخلي للتفرغ إلى تحصيل حقوق لبنان على الحدود وعمق البحار ومعالجة الكم الكبير من الملفات الداخلية التي لا تحتمل الانتظار.