IMLebanon

مسؤولية المعارضة تجاه اللبنانيين والعالم

 

منذ البيان الأول للمعارضة الذي وقّع عليه 31 نائباً، والذي حدّد الموقف من حرب غزة، والمعارضة تعمل «بالمفرق»، كأنّها لا تجد حافزاً لاستكمال ما بدأته، بما يؤدي إلى تكريس الغياب غير المقبول، إزاء التطوّرات السريعة، التي أُقحم لبنان فيها، بعد اشتباكات الحدود، والتي من المتوقّع أن تقحمه أكثر فأكثر بعد الخطاب المنتظر للسيد حسن نصرالله.

 

ما يجري على المستوى الرسمي، أقلّ ما يقال فيه إنّه يندرج تحت خانة العمل الطوباوي، الذي ينمّ عن العجز. فعندما يقول الرئيس نجيب ميقاتي، إنّ حكومته لا تمتلك قرار السلم والحرب، ويحاول التعويض عن هذه الحقيقة المؤلمة، بسلسلة زيارات للعمل على تفادي الحرب، وعندما تصبح رئاسة الحكومة، صندوق بريد بين «حزب الله» واللبنانيين، خلاصة عملها تلقي التطمينات، على طريقة «هبّة باردة هبّة سخنة»، حينها لا بدّ للقوى السياسية أن تقوم بدورها، على الأقلّ كي لا يسجّل في هذا الفراغ العظيم، أنّ صوتاً من لبنان، لم يعل، مطالباً بالحماية من حرب ستؤدي دون مفاجآت، إلى غزة جديدة، بكل ما يشاهد في غزة، من دمار وموت وقضاء على مقوّمات الاستمرار.

 

لن تملأ هذا الفراغ العظيم، مبادرات صادقة كمبادرة كتلة «تجدد»، ولن تملأه مواقف واضحة تصدر عن هذا الحزب أو ذاك، فحالة الطوارئ تتطلب مبادرين من نوع آخر، يرمون خلفهم، الحسابات الآنية، والهدف أن يخرج صوت يمثل فئة كبيرة من اللبنانيين، بل أغلبية من اللبنانيين، يقول من بيروت: لا لوضع لبنان في المحرقة.

 

هذا الصوت هو في الواقع صوت لأصوات كثيرة، وليس مجموعة من التحرّكات المبعثرة، التي لا يربط أصحابها، ما يمكّنهم من الاجتماع علناً، أمام اللبنانيين، والجزم أمام أنظار العالم، أنّ بيروت ومع تمسّكها بقضية الشعب الفلسطيني، ترفض أن تقاد رغماً عنها إلى مغامرات معروفة النتائج.

 

في حرب العام 2006، استطاعت الحكومة السابقة، أن تكون لاعباً مؤثراً واكب الحرب، فتوصّلت إلى البند السابع، وساهمت في صدور القرار 1701، ونشر قوات الطوارئ، لكن ما يجري اليوم، يدلّ على وجود اللاعب الوحيد «حزب الله»، الذي باستطاعته إيصال لبنان إلى الحرب، إذا ما أملت حسابات طهران تجاوز الخطوط الحمراء.

 

في ظل الحاجة إلى بلورة دور للقوى اللبنانية المناهضة للحرب، لا بدّ لقوى المعارضة أولاً، أن تتحمل مسؤولية جمع كل الأصوات في صوت واحد جامع مؤثر، لن تكون له القدرة على تفادي الحرب، إذا قررت طهران وحليفها، استعمال لبنان، لكن ستستطيع إيصال الرسالة من لبنان للعالم، بأن في لبنان قوى حية، ما زالت تقاوم.