IMLebanon

رياض سلامة… “خلص الوقت”

 

مثير للاشمئزاز التصفيق الذي حظي به حاكم مصرف لبنان لدى دخوله استديو “صار الوقت”. أدنى رد فعل طبيعي على أعلى سلطة مصرفية تفرجت على سرقة ودائع اللبنانيين هو أن تُنشد له “الهيلا هو” ولا مانع من خطوة تجعله يقول بالتأكيد: “الدني عم تشتي”.

 

بهدوئه المفتعل بدا وَرِعاً يرشح زيتاً من كل مسامٍ فيه. وبمَكره أتحفنا بمطالعات بزَّت “مقامات” المنافقين. ألقى المسؤولية الأساسية على سياسيين فاسدين، وحاول الظهور كمنقذ لبلد صار على الحضيض.

 

أنتَ متهم وبالجرم المشهود. ولو لم تكن السلطة فاسدة لرأيناك مُساقاً الى التحقيق برفقة اصدقائك “مافيا” جمعية المصارف “المحترمين”.

 

لست المرتكب الأول أو الوحيد. وندرك مسؤولية وزراء المال العباقرة والحكومات الرشيدة ومجالس النواب العظيمة، لكنك يا رياض كامل الدسم والمواصفات في “كلن يعني كلن”. السياسيون الذين نفذت أوامرهم وغطُّوا هندساتك وألاعيبك المالية هم أوْلى منك بالسجن والإهانة. غير أنك اليوم مسؤول عن المعاناة اليومية ولا تعفيك المَسْكنة ولا الشطارة وادعاء البراءة.

 

كنتَ يا رياض سمسار بورصة إئتمنك رفيق الحريري على أهم مرفق مالي. فبدلاً من أن تستخدم حصانة الحاكم وهيبة المقام لممارسة واجبات رجل دولة رفيع، تحولت شريكاً صغيراً للحكام وسخّرت موقعك للعبة السياسية القذرة. ولم يخطر في بالك يوماً وأنت ترى بشائر الانهيار أن تصارح الناس بدلاً من خداعهم بأقاويل الاستقرار النقدي، أو أن تستقيل احتجاجاً على “ضغوط”. فماذا تسمي ذلك شطارة، أم نزاهة؟ (أسمعتَ محاضرة الدكتور نسيم طالب في الجامعة اليسوعية؟ لقد سماه فشلاً وقلة كفاءة).

 

لسنا هنا لنكرر ما أكده خبراء ومصرفيون أوادم ونقيب المحامين. جمعية المصارف تنتهك القوانين وانت تُشرعِن سلوكَها المشين. تارة تحتمي بـ”قانون النقد والتسليف” لتنفض يدكَ من التحويلات الاستنسابية، وطوراً تتذرع بالظروف الاستثنائية لتبرير “السلبطة” على أموال الناس. ثم تضحك على البسطاء بتفسيرك لارتفاع سعر الدولار. لكن الحقيقة صارخة. خسروا نصف مدخراتهم وحُجز جنى تعبهم وأعمارهم. ومِن “بركات” سياساتك انتَ ومعلميك السابقين واللاحقين، اقتصادٌ ريعي وتقهقر الانتاج وعشرات آلاف العاطلين عن العمل، وقريباً معدل الفقر عند 50 في المئة.

 

رياض سلامة. كفى. تحدثتَ ببرود يدفع الى الغثيان. أسألك بصراحة: ألا تخجل من الظهور على الشاشة؟ ألا تعلم بانكشاف أساليبك في الترويج لنفسك؟ أتعتقد أن اللبنانيين أغبياء؟

 

نعرف لماذا ظهرتَ. لأنك وأترابك من الطبقة المصرفية والسياسية الفاسدة تحتقرون الشعب وتأْمَنون العقاب… لاعتقادكم بأن الثورة محكومة بالإضمحلال وأن النظام الذي جعلكم تحصدون الملايين باقٍ على صدورنا، محمياً بسلاح الطائفية والزبائنية والرهان على انقسام اللبنانيين.

 

رياض سلامة. لن تحميك زيارات بعبدا وتمسُّحِك برداء البطريرك الماروني. أعِدْ الودائع المسروقة، واغْرِب عن وجهنا الى تقاعدٍ هانئ. فمثلك في دول العالم كثيرون، ارتكبوا المعاصي وفرّوا الى الأقاصي. إرحل. وخذ معك كلّ هذه المنظومة الفاسدة.