IMLebanon

شخصية قريبة من «8 آذار»: لو ترشّح ريفي لفاز!

 

إختار خصوم الرئيس سعد الحريري في طرابلس أن ينأوا بأنفسهم عن الانتخابات الفرعية في المدينة، وأن يبقوا في مقاعد المتفرّجين عليها، بعدما قرّر الطاعن في نيابة ديما جمالي، ممثل «جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية» طه ناجي أن يمتنع عن الترشّح بالتفاهم مع حلفاء الجمعية.

 

لم تجد القوى المحسوبة على فريق 8 آذار في عاصمة الشمال أي جدوى من خوض الانتخابات المحسومة نتائجها سلفا لمصلحة جمالي، بقوة دفع التحالفات السياسية والاجهزة الامنية والقانون الاكثري والانكفاء الشعبي، وفق اقتناع تلك القوى.

 

ومع انّ فوز جمالي شبه مضمون في ظل الوقائع الراهنة، على رغم من تعدّد المرشحين، إلّا انّ شخصية سياسية بارزة في طرابلس تؤكد انّ مكونات المدينة تتعاطى مع ممثلة تيار «المستقبل» على اساس انها مرشحة الأمر الواقع، وأنّ الجهات التي دعمتها انما فعلت ذلك اضطراراً وليس اقتناعاً، بل إنّ هذه الشخصية تجزم أنّ ما سمعته في الغرف المغلقة من بعض داعمي خيار جمالي يتعارض كلياً مع ما يدلون به في العلن مسايرة للرئيس سعد الحريري، بعد التقاطعات التي جمعتهم به.

 

ويروى انّ تلك الشخصية قالت لقطب بارز في المدينة خلال احد لقاءاتهما: «أنت تعطي إشارة الى اليمين ثم تنعطف نحو اليسار»، وذلك للدلالة على غياب الانسجام بين الظاهر والمستتر من المواقف.

 

وتؤكد تلك الشخصية الطرابلسية القريبة من 8 آذار انّ اللواء أشرف ريفي لو قرّر أن يخوض الانتخابات الفرعية لكان قد فاز، إلّا انه تنازل عن هذه الفرصة وفضّل عليها ترميم علاقته بالحريري، بعدما شعر بالاختناق نتيجة الحصار والتضييق اللذين فرضا عليه خلال فترة الخصومة بين الرجلين، «علماً انه ليس مقتنعاً بجمالي وبسلوك «المستقبل» في المدينة».

 

وتتهم هذه الشخصية جهازين أمنيَّين بالتدخل في الانتخابات، لتسهيل أمر جمالي والتيار الذي تنتمي اليه، لافتة الى انهما يمارسان ضغوطاً على جهات عدة، وبأشكال مختلفة، للتأثير في خياراتها السياسية.

 

وفي رأي الشخصية نفسها، انّ فريق 8 آذار مدعو الى تغيير تكتيكه ليصبح أكثر قدرة على استقطاب الطرابلسيين الذين يتعاطفون بالفطرة مع خيار المقاومة، سواء في لبنان أو في فلسطين «لكن التحريض المذهبي على امتداد أعوام دفعهم نحو اتجاهات مغايرة، انما عابرة، لأنها لا تلتقي مع الوجدان العام لابناء المدينة».

 

وتلفت الى انّ مقاربة مزاج الشارع السني عموماً تتم بطريقة خاطئة، وغالباً ما تكون هذه المقاربة محكومة بضرورات التسوية او ربط النزاع مع الرئيس سعد الحريري، وحصر «دور البطولة» فيه على مستوى الطائفة السنية لتجنب الفتنة المذهبية «في حين انّ الحريري يهادن فوق الطاولة ويستمر في التحريض فوقها».

 

وتعتبر هذه الشخصية انّ زيارة وزير الصحة جميل جبق لطرابلس أخيرا، هي على سبيل المثال أكثر نفعاً من الخطابات التعبوية في الجذب والاقناع، موضحا انّ التفاعل الذي سُجل مع جبق في عاصمة الشمال كان لافتاً، على رغم من انه يمثل «حزب الله» الذي لطالما هوجم بقسوة في المدينة «ما يؤشر الى انّ الناس الذين ضاقوا ذرعا بالوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب وفقدوا الثقة في وعود زعمائهم، باتوا مستعدين لملاقاة كل من يمكن أن ينصفهم ويمنحهم حقوقهم، حتى لو كان مصنَّفاً في خانة سياسية أخرى».

 

وفي اطار تعداد المآخذ على الحلفاء، تستغرب تلك الشخصية كيف انّ قوى 8 آذار لم تحسن حتى الآن توظيف «البلوك العلوي» في الانتخابات النيابية، «والمقدَّر بنحو عشرة آلاف صوت كفيلة بتغيير المعادلة إذا صبّت في اتجاه واحد»، مشيرة الى «انّ هذا البلوك لا يزال مبعثراً وموزّعاً حتى الآن، ما يتسبب في افقاده كثيراً من زخمه وقوته».

 

وتكشف الشخصية الطرابلسية انه كان هناك بحث في جمع «اللقاء التشاوري» و«التكتل الوطني» و»الحزب السوري القومي الاجتماعي» ضمن لقاء عريض، لكن هذا الاقتراح إستُبعد لاحقاً، لئلّا يُساء تفسيره ويوضع في سياق التحضير للمعركة الرئاسية بوجود رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية في صفوفه.