IMLebanon

حاكمون أم أصحاب مواقع؟

 

لا حكومة في المدى المنظور.

وإلاّ، فان البلاد في خبر كان.

من حق الرئيس سعد الحريري الامعان في المشاورة.

ومن واجبه، في النهاية، تسمية معرقلي تشكيل حكومة أوتسهيلها…

في البلاد دستور، تعارفوا على تسميته ب اتفاق الطائف.

وفي البلاد أيضا سياسيون كبار، رؤساء كتل، أصحاب مواقع سياسية.

معظم السياسيين يريدون الأمور كما يحلو لهم.

والجامع المشترك ان أصحاب المواقع المنتفخة بعد الانتخابات الأخيرة، يتجاهلون مواقعهم، ويريدون أحجاما ومواقع، تفوق ما حصلوا عليه.

أما الدستور فباقٍ في الواجهة الدستورية، وكل منهم يريد تفسيره على ذوقه.

في البلاد رئيس جمهورية.

صحيح ان اتفاق الطائف شلّحه معظم صلاحياته.

إلاّ أن صلاحية واحدة باقية، وهي توقيعه على مرسوم تشكيل الحكومة، مع الرئيس المكلّف بالتأليف.

وعندما يفقد رئيس البلاد هذه الصلاحية تتهاوى الأمور، ولا يعود ثمة مبرّر للقواعد الدستورية.

أي ساعة يصبح رئيس الجمهورية مجرّد خيال مزرعة ورئيس المجلس النيابي عاجزا عن دعوة البرلمان الى المحاسبة،

يفقد النظام الديمقراطي أساسه، وتخسر السلطة شروط المساءلة والمحاسبة، ويصبح الوطن مثل جاط سلطة!

 

***

هل تصبح السلطة مجرد حقائب وزارية؟

عندما اجتمع ٦٢ نائبا في مدينة الطائف، برئاسة رئيس المجلس يومئذ حسين الحسيني اتفقوا على وثيقة الوفاق الوطني.

كان نقل معظم صلاحيات رئاسة الجمهورية الى مجلس الوزراء مجتمعا، هو الحلّ لانهاء الحرب في لبنان.

لم يرد في تلك الوثيقة أي منصب وزاري سياديا أو عاديا.

كل ما في الأمر، انهم قرروا ان يكون ثلث الوزراء من حصة رئيس الجمهورية والثلثان الآخران من حصة الجميع.

كل ذلك، من أجل ان يبقى رئيس الجمهورية الحاكم، الذي يوزع الصلاحيات والحقوق بين الوزراء.

لم يسمّ الطائف حقوق الكتل الطائفية، أو العادية.

ومع ذلك، يسعى الآن جهابذة الطائف الى وزارات مدهنة، ويرفضون ما ليس فيها منافع للآخرين.

يا جماعة رئيس الجمهورية لا يريد ان يعود باش كاتب، مثل سواه.

ورئيس الحكومة يرفض ان يصبح ساعي بريد الى رئيس الجمهورية مقترحا عليه تشكيلة اقترحها عليه الآخرون.

ورئيس السلطة الاشتراعية نبيه بري جاهز لعرض الخلاف على المجلس، اذا ما أراد طالبو الحقائب المدهنة ان يلتهموا الوطن على عينك يا تاجر.

وإلاّ لماذا لا يعاد النظر في اتفاق الطائف على مسافة ربع قرن من اقراره.

على أبواب العام ٢٠٠٥، غادر الرئيس الشهيد سعد الحريري أسوار الكرملين، وتوجه الى زيارة البطريرك الأرثوذكسي كيريل، وعندما سأله رئيس الأساقفة الأرثوذكسي عن مبررات الزيارة، ردّ بأنه أراد أن يشعر اللبنانيون، بأن قوة أي زعيم طائفة تكمن بقناعته باحترامه لسلطة سواه!