IMLebanon

سليم عون “صرف” رصيد “تياره” في زحلة

 

العلاقة بين “الوطني الحرّ” و”المستقبل” كانت متأزّمة في عزّ التحالف

بعد “ثورة 17 تشرين” خفت صوت “التيار الوطني الحر” في البقاع، وأكثر تحديداً في مدينة زحلة، بعدما فضحت “الثورة” القدرة التحشيدية لـ”التيار”، مقابل ارتفاع أصوات المعارضين والرافضين لمنظومة الفساد وللتركيبة الطائفية التي يشكل “التيار” أحد مكوناتها.

 

وترجم ذلك في مروحة اعتراض واسعة في الوسط “العوني”، للتمايز عن “التيار الباسيلي”، عبّر عنها عونيون اعتبروا أنّ “التيار” يواجه في صفوفه ثلاثة تيارات: “التيار الباسيلي” وهو عبارة عن “متسلقين” يريدون النيابة أو الوزارة يدورون في فلك رئيس “التيار” جبران باسيل، و”التيار العوني” الذي يضع رئيس الجمهورية فوق شبهات الفساد، وتيار النائب شامل روكز الذي يعتبره مؤيدوه امتداداً للرئيس عون.

 

لم تتمكن تغريدات النائب سليم عون من خرق الصمت في جدران شوارع زحلة وصالوناتها، لا بل تجاوزتها لامبالاة الزحليين، ولم يكن لصراخ مواقفه أي صدىً في جدار “الثورة” البقاعية، رغم أنّ سهام تغريداته تصيب أحياناً “تيار المستقبل”، وأحياناً أخرى مناصري “الثورة” من خلال اتهامهم بأبشع أنواع الصفات.

 

وهذا ما أدى إلى فتح النار بوجه عون الذي يجاهر مناصرو “التيار” بعصبيته الزائدة وعجزهم عن الدفاع عنه بسبب مواقفه الارتجالية. يقول قيادي سابق في “الوطني الحر”: “مشكلة عون والعديد من العونيين أنهم باسيليون أكثر من باسيل. ويظن النائب الزحلي أنّ رفع الصوت عالياً قد يبقيه نائباً، متجاهلاً أنّ تراجع التيار بشكل ملحوظ قد يكون بسببه”. وفي الشأن السياسي يرى القيادي السابق أنه “كما كان الخطاب العنصري سبباً لشد عصب الجمهور المسيحي حول الرئيس عون، سيكون هذا الخطاب سبباً لنهاية التيار لأن الشارع المسيحي لم يعد قادراً على تحمل سياسة المحاور والاصطفافات الجديدة، وهذا ما نلمسه زحلياً، حيث ترفض القواعد خطاب سليم عون المتعصب الذي يؤدي الى تراجع الحالة الجماهيرية”. والغريب في موقف عون أنه في تصرفاته هذه فتح أبواب جهنم في وجهه من قبل مناصري “تيار المستقبل” في البقاع الأوسط الذي أمّن الحاصل الانتخابي له وكان سبب نجاحه.

 

وأكّد قيادي مستقبلي أن فاعليات “المستقبل” في البقاع الاوسط، وقيادييه بصدد رفع مذكرة الى الرئيس سعد الحريري تعده فيها أنه “مهما اشتدت الظروف وتبدلت فلن يلتزموا بالتحالف مع الوطني الحر من جديد”. لا يخفي أحد فاعليات زحلة أن المدينة وأهلها يسجلون عتبهم على العهد الذي لم ينصف زحلة في الخدمات ولا في التوظيف، على اعتبار أن “التيار” يمارس بحق الزحليين ومدينتهم سياسة انتقامية كيدية، بعد نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة والارقام التي نالها المرشح الحزبي لـ”التيار” في زحلة والتي اعتبرت بمثابة “فضيحة”. أما “ثوار البقاع” فلا ينكرون أنهم توعدوا النائب عون وعمدوا الى ملاحقته بهواتفهم وقاموا بطرده من بعض الأماكن العامة وذلك لمحاسبته على تغريداته.

 

وكان ناشطون في “التيار الوطني الحر” في زحلة تداولوا عبر شبكات التواصل الاجتماعي دعوة للاعتصام في المدينة صباح اليوم الخميس، وبعد ردود فعل من أبناء زحلة والدعوة لمقاطعتها، عادت ونفت منسقية “التيار” الدعوة.

 

ومن جهة اخرى، لا يخفي قيادي بقاعي في “الوطني الحر” أن منسقية “التيار” في الاوسط تشهد مياهها ركوداً غير مسبوقة، ويقول القيادي إن “تراجع نشاطات التيار زحلياً وبقاعياً تعود إلى وضع البلد الاقتصادي والسياسي وهو في حالة غير طبيعية، كما لا نريد أي إحتكاك مع ناشطين في الحراك”، يضيف القيادي: “إن علاقتنا مع الازرق بقاعياً لم تصل يوماً الى مستوى متقدم حتى في عز التحالف، فمن الطبيعي ان تكون مواقف النائب سليم عون، لا ترقى الى مستوى متقدم”. وعن تراجع شعبية التيار زحلياً، أكد القيادي أنه “مثلما يشهد “الوطني الحر” أزمة وتراجعاً فأيضاً الأزمة تضرب كل الاحزاب وبما فيها الزعامات والبيوتات السياسية”.