IMLebanon

سامح شكري ومكاتب البريد

 

يغادر العاشق يأتي المشتاق. يغادرنا وزير الخارجية والاتحاد الاوروبي والتعاون في المملكة الاسبانية مانويل ألباريس بوينو يشرّفنا الصديق أنطونيو طاجاني وزير خارجية الشقيقة إيطاليا. يطير طاجاني تغط وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك. يودعنا بيتر سيارتو يهبط ديفيد كاميرون بطيارتو. يستقبل لبنان معالي ستيفان سيجورنيه فيمنّي وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية أنتوني بلينكن النفس بزيارة يطمح فيها إلى لقاء نظيره اللبناني عبدالله بو حبيب. وامس كنا في انتظار الأخ سامح شكري في بيروت، فأجّل الزيارة.

 

يبدو من خلال الحراك الديبلوماسي، أن الضيوف، عشاقاً ومشتاقين، أكثر حرصاً على لبنان وأمنه وسلامته من مسؤوليه الذين يتبارون في النفاق ويتفوقون في المراوغة خصوصاً في مطالعاتهم حول القرار 1701 وإعلان تمسّك لبنان فيه نصا وروحاً. يأتون محملين رسائل شديدة الوضوح لإيصالها إلى المغامرين بمصير لبنان وجنوبه ويغادرون محمّلين بإجابات مبهمة وإنشائية لا تغني ولا تسمن من جوع ووعد بإبلاغ المعنيين في الحزب فحوى الرسائل وهي تختصر بجملة «لو سمحتم من بعد إذنكم وإذا ما في إزعاج بترجعولكم شي 8 كيلومترات لورا تنعرف نشتغل بالسياسة». المواقع الثلاثة: رئاسة المجلس ورئاسة الحكومة ووزارة الخارجية مكاتب بريد على الأكثر. ومكتب بسترس لديه خدمة ترجمان محلّف لمطالب الغرب والشرق.

 

لنعد إلى زيارة الأخ سامح شكري إلى بيروت، ولا معلومات عن سبب تأجيلها أو إلغائها. في التحليل الموضوعي، أن شكري ربما سمع بغضب أبي حبيب، على نظيره البريطاني مستر كاميرون، والبهدلة التي أكلها سفير المملكة البريطانية العظمى من بو حبيب شخصياً، فخشي أن يقرّعه عبدالله إن لم يمر على الخارجية لإجراء جولة محادثات يستكملها صاحب المعالي عند ميقاتي. فقال بينه وبين نفسه «بلاها» خصوصاً أن وقته محشور.

 

وفي التحليل أيضا، أن شكري كان يودّ إطلاع الجانب اللبناني على محادثات بلينكن وما حمله في زيارته يوم الثلاثاء إلى مصر لكنه عدل عن الفكرة ليقينه أن المسؤولين اللبنانيين، على هزالهم، مش قاريين لا بلينكن ولا جو بايدن ولا ألمانيا ولا فرنسا… بينما يقرأون جيداً في كتاب مؤرّخ اللحظة حسين أمير عبد اللهيان

 

وماذا لو كان وراء التأجيل تضارب مواعيد إذ صودف موعد مباراة فريق الأهلي في التوقيت نفسه للجلسة الطيبة والرئيس ميقاتي، وقد تليها لقمة طيّبة. لو كنت مكان شكري لاستمتعت بـ «ماتش» كرة قدم واكتفيت باتصال مسائي مع مدير بريد بسترس: إزيكم يا سي عبدالله. عساكم بخير. سلامات.