IMLebanon

جعجع يُطيح أيّ تفاهم مسيحي في بكركي وباسيل أمام حائط مسدود جديد

 

بالفم الملآن أعلنها رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع: “لقاءات بكركي طبخة بحص، وجبران باسيل يلعب على التناقضات حتى يعلّي سعرو لدى حزب الله”. جعجع خصص الجزء الاكبر من إطلالته التلفزيونية الاخيرة لانتقاد رئيس “التيار الوطني الحر” وآدائه، وبدا انه قرار واضح بالاطاحة بالاجتماعات الحاصلة في بكركي للتفاهم على وثيقة، قد يكون امرا مستعصيا ان تبصر النور.

 

وتدرك القيادة في معراب ان باسيل الذي دفع باتجاه لقاء القيادات المسيحية في معراب، واصطدم برفض جعجع كما رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، كان يسعى لتسجيل نقاط لصالحه بوجه حليفه حزب الله. وتقول مصادر “قواتية” ان رئيس الوطني الحر “يعود ليرفع شعار الحقوق المسيحية والحفاظ على الدور والشراكة والوجود حين تتأزم علاقته بحزب الله، وينسى كل ذلك حين ينفذ الحزب ما يريده”، لافتة الى ان “الهوة التي تتعمق بين الطرفين منذ مغادرة رئيس الجمهورية السابق ميشال عون قصر بعبدا، قد يتم ردمها بثوان حين تتقاطع مصالح الطرفين”. وتضيف المصادر: “حزب الله ترك باسيل في منتصف الطريق، بعدما اعتبر انه سدد دينه للعماد عون بانتخابه رئيسا، وقد آن اوان مراضاة حليفه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وبذلك خرج باسيل من المولد بلا حمص”.

 

بالمقابل، تعتبر مصادر “التيار الوطني الحر” ان “جعجع بعث ممثلا عنه مكرها للنقاش بوثيقة بكركي، وهو وبعكس كل ما يعلنه ويروج له يضعف الدور المسيحي من خلال اضعاف دور بكركي وتغطيته الى حد كبير تجاوزات الحكومة”، متسائلة “هل سمع احد اعتراضا “قواتيا” واحدا على تعيين رئيس للاركان، بتجاوز فاضح لصلاحيات وزير الدفاع؟ طبعا لا لان ما يعني جعجع حصرا اغاظة التيار الوطني الحر، ولو على حساب الدور والشراكة والتوازنات الدقيقة في البلد”. ونبهت المصادر من ان “سياسة النكايات الني ينتهجها، تهدد حقيقة الدور المسيحي في البلد”.

 

ولم يعد خافيا، ان حزب الله مارس سياسة الترغيب مع باسيل لاقناعه بالسير بترشيح رئيس “المردة” سليمان فرنجية، لكن بعدما رفض رئيس “الوطني الحر” مجاراته انتقل الى ممارسة الضغوط، لحض باسيل على السير بهذا الترشيح ولو على مضض. لذلك غطى اكثر من ملف كان الاخير يعارضه تماما، ولعل ابرزها تمديد ولاية قائد الجيش العماد جوزيف عون، كما قرارات حكومية عديدة، يعتبر “الوطني الحر” انها تتجاوز صلاحيات حكومة تصريف أعمال. وقد حاول باسيل مؤخرا رد الصاع صاعين للحزب، سواء من خلال رفع الغطاء المسيحي عن قتاله في الجنوب لدعم غزة، او من خلال محاولته تشكيل جبهة مسيحية تحت قبة بكركي تضغط على الحزب بعناوين الشراكة والدور.

 

المسعى الاول جوبه بلامبالاة من قبل الحزب، الذي قرر اصلا فتح الجبهة من دون الرجوع الى احد، اما المسعى الثاني فيبدو انه هو الآخر وصل الى نهاياته بعد التصريحات الاخيرة لجعجع، ما يضعه امام حائط مسدود جديد.

 

ولا تنفي مصادر مواكبة للحراك المسيحي في بكركي، ان “ما صدر عن جعجع لا شك سيؤثر على مسار التفاوض والنقاش الحاصل بين القوى المسيحية في البطريركية، حتى انه يهدد بالاطاحة به بالكامل”، لافتة الى انه “حتى ولو استمر هذا النقاش، فاحتمال ان يصل الى نتائج اصبح مستبعدا، الا اذا تقاطعت مصالح باسيل وجعجع مجددا، كما حصل حين قررا التقاطع على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور”.

 

وتُعرب المصادر عن أسفها لكون “ما يعمل ويسعى له القادة المسيحيون هو مصلحتهم الشخصية ومصلحة احزابهم”، مشددة على ان “آخر ما يسعون ويهتمون له هو مصلحة المسيحيين او المصلحة الوطنية العليا”.