IMLebanon

..وفي التفجير الثاني تنكشف لعبة العابثين

كشف الفاعل عن مخطّط جريمته. 24 ساعة تفصل بين تفجيرين إرهابيين وقعا في عرسال. الأول استهدف «هيئة علماء القلمون»، والثاني استهدف دورية للجيش اللبناني. أسلوب عايشه اللبنانيون طوال الحرب المشؤومة. تفجير في «الشرقية» يليه آخر في «الغربية» فتقع الفاجعة. ما الهدف من استهداف إحدى أهم غرف صمّام الأمان بين السلطات اللبنانية ومقاتلي القلمون، كما يصف عارفون «هيئة علماء القلمون»، ومن ثم وضع عبوة «على طريق الجيش»؟ وكأن بالفاعل يقول للجيش وللنازحين وربما للعراسلة، «لقد حان وقت استئناف الاشتباكات». أو ربما الفاعل يخاطب الجيش قائلاً، «أنت المستهدف.. أحسم نصرك في عرسال»!

وقع التفجير الإرهابي الثاني واستهدف آلية للجيش اللبناني. المنظومة الإعلامية لـ»الممانعة» انطلقت وبدأ «الشغل». جزء من «الحبكة» جاهز.. كالعادة! «مسلّحون يخرجون من المخيّمات السورية لمواجهة الجنود اللبنانيين»، تقول «المنظومة» بنبرة الهلع. ومن ثم يخرج موقع إخباري «ممانع» يحظى بآلاف المتابعين ليزيد من الشعر بيتاً، فيقول بلغة الهلع أيضاً، «إن داعش يسعى الى السيطرة على عرسال». داعش يسعى الى السيطرة على عرسال؟ هذا يعني في أحسن الحالات أن كلام الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله قبل شهور لم يكن دقيقاً. يومها خرج ليصنع «انتصاراً إلهياً» في القلمون وجرود عرسال، إذ قال، «إن سيطرة الجيش السوري ورجال المقاومة على التلال العالية في القلمون، لن تسمح للمسلحين الإرهابيين بالتحرّك». لم يتغيّر شيء منذ ذلك التاريخ حتى يومنا. لا يزال «حزب الله» يُحكِم سيطرته على الجبال العالية. فكيف يمكن لـ»داعش» أن يتحرّك بسهولة ليسيطر على عرسال؟ أم أن هذا «الداعش» يتحرّك ويعلّق تحرّكاته وفق أجندات خاصة؟ ولماذا علّق «حزب الله» حربه على «التكفيريين» في القلمون ليكرّس معركته مع أهالي الزبداني؟ هل كانت مشكلة «حزب الله» مع أهالي الزبداني، أم مع «الإرهابيين الدواعش» الذين يهدّدون لبنان وحدوده، كما قال؟ ولماذا لم يخض سماحته الحرب مع «داعش» (الخطر الوجودي)، على الرغم من التماس بين مقاتليه ومقاتلي التنظيم على أكثر من جبهة؟ يصدف، مجرّد صدفة، أن يجد «حزب الله» نفسه في خندق واحد مع «داعش» في ريف حلب، من دون أن يطلق رصاصة طائشة باتجاهه! فهمّ الطرفين القضاء على الجيش الحر. ويصدف، مجرّد صدفة، أن يمر تنظيم «داعش» على طريق خاضع لسيطرة النظام السوري و»حزب الله»، ليصل الى مناطق الثوار التي لا يسمح النظام بدخول الهواء والماء اليها في مخيم اليرموك والقلمون! لماذا لم يقاتل نصرالله «داعش» في القلمون إن كان جاداً في قوله إنه يحمي لبنان؟ هل ينتظر سماحته ليسيطر التنظيم على عرسال حتى يقاتلها؟ أم أن دخول التنظيم الإرهابي الى عرسال، سيكون بمثابة حجة جيدة لإدخال الجيش اللبناني والعراسلة والنازحين في فتنة أحوج ما يكون اليها النظام وحلفاؤه للسيطرة على البلدة؟ 

حكاية إعلام الممانعة مع التفجير لم تنتهِ عند هذا الحد. فبعد ورود نبأ تعرّض آلية للجيش اللبناني لاعتداء إرهابي، عادت نغمة تقديس المؤسسة العسكرية والمتاجرة بالولاء لها. هذا التقديس الذي لا يظهر إلا عندما يتعلّق الأمر بعرسال أو بصيدا أو بطرابلس، ويغيب عندما يحين وقت التفاوض لاستعادة العسكريين اللبنانيين المختطفين!

على وقع انهيارات محور الممانعة في حماة وريف حلب الجنوبي، وانسحاب «حزب الله» من محيط الزبداني باتجاه الغوطة الشرقية، ووصول المزيد من جثامين قتلى الحزب وآخرها الآتية من ريف درعا، بات واضحاً أن هناك من يحضّر أمراً ما لعرسال. يحرّض إعلام الممانعة على البلدة ويشيطن النازحين فيها ويتحدّث عن خطة داعشية للسيطرة عليها. قد يأتي التفجير الثاني استكمالاً للأول، لإحداث فتنة وفوضى، استبقتها فعاليات عرسال أمس بالتضامن مع الجيش وبمنع استغلال التفجيرين للاصطياد بالماء العكر. وقد تجيز الحادثتان الإرهابيتان استرجاع اعترافات الإرهابي ميشال سماحة أمام المحكمة العسكرية، يوم قال: «أقرّ وأعترف بنقل المتفجّرات بسيارتي من سوريا الى لبنان، لإحداث فتنة في القرى الحدودية، ولاغتيال شخصيات سورية معارضة وسياسيين لبنانيين ورجال دين، ولتفجير إفطارات رمضانية»!