IMLebanon

الخطة الأمنية في رومية في خطر؟

أخيراً، استدعى وزير الداخلية نهاد المشنوق المعنيين بورشة تأهيل المبنى «ب» في سجن رومية لتذكيرهم بضرورة إنجاز الأعمال مطلع أيار المقبل. الأشغال التي انطلقت أواخر كانون الثاني الماضي، بعد شهر على الخطة الأمنية التي استهدفت المبنى «ب»، ناقلة نزلاءه إلى المبنى «د». حينها، سينقل إلى مبنى الإسلاميين المنجز، نزلاء مبنى المحكومين الذي سيخضع لورشة مماثلة على غرار المبنيين «ب» و»د».

عدد من أهالي السجناء، نقلوا لـ»الأخبار» أن مفاعيل الخطة لا تزال سارية على 1100 سجين محتجزين في الطبقات الثلاث في «د»، أكثر من 500 منهم من الإسلاميين ومن تنظيم «فتح الإسلام» والمتهمين بقضايا إرهاب، فيما ينتمي معظم السجناء الآخرين إلى بيئات حاضنة طائفياً وسياسياً.

من الإجراءات المفروضة، بحسب الأهالي: «زيارات الأهل لا تزال مسموحة لمرة واحدة في الأسبوع توفر مواجهة عن بعد وتهاتفاً عبر «الأنترفون» لمدة ربع ساعة. أما استخدام الهاتف بـ»تيليكارت» فمسموح لمرة واحدة أسبوعياً لمدة خمس دقائق. وهذا الامتياز متوافر فقط «للمحكومين والموقوفين العاديين اللبنانيين». كما لا يزال ممنوعاً على الأهل إدخال الطعام إلى أبنائهم. بينما يعكف عناصر أمنيون على إحصاء الكتب المتوافرة للسجناء في المكتبة وإعادة الدينية منها الى دار الفتوى التي كانت قد قدمتها.

800 سجين نفذوا إضرابات عن الطعام بدءاً من أواخر شباط

تلك الإجراءات، دفعت بحوالى 800 سجين، من الإسلاميين وغيرهم، الى تنفيذ إضراب عن الطعام بدءاً من أواخر شباط الفائت. ما إن ينادي أحد الإخوة من طاقة زنزانته «جزاكم الله كل خير، بكرا إضراب»، حتى يُعلن الصيام. ولما وجدوا أن الإضراب لم يؤدّ مفاعيله، بدأ عدد من الإسلاميين والموقوفين بقضايا إرهاب، يمتنعون عن حضور جلسات محاكمتهم»، علماً بأن سجالات عدة (منها طائفية) سجلت منذ الخطة الأمنية بين بعض السجناء من جهة، وبينهم وبين العناصر الأمنية من جهة أخرى. قوة من الفهود والتدخل كادت أن تقتحم المبنى في الفترة الأخيرة، إما لجلب موقوف متمنع عن حضور جلسته أو سجين اعتدى بالضرب على عنصر.

أجواء المبنى «د» بحسب ما نقل بعض الأهالي تنذر بـ»التحضير لتمرد جديد احتجاجاً على الإجراءات القاسية للفت نظر الرأي العام إلى مظلوميتهم». أبناؤهم يترقبون «حصول شيء ما خلال أقل من أسبوعين». سيناريوات الشغب المحتمل متعددة، لكن كلها تذكر بانتفاضة وقعت مطلع نيسان 2011 في المبنى «د» ومبنى المحكومين، وامتدت إلى بقية المباني، وأدت إلى إخلاء «د» وإعادة تأهيله. لكن الخشية من أن للسجناء وسائل عدة لتنفيذ «تمرد خطير». لم يعد باستطاعة أهالي السجناء تهريب آلات حادة لهم. لكن ورشة تأهيل المبنى توفر البدائل. في المراحيض، تم تركيب الكراسي من مادة البورسلان التي يمكن أن تكسر وتتحول إلى قطع حادة. كما تم تركيب شفاطات هواء موصولة بالكهرباء، علماً بأن مفتاحاً واحداً يفتح جميع الزنازين في كل طبقة.