IMLebanon

كي لا يتحوّلوا إلى «ناس .. ع الورق»

 

ليس أسوأ من أنْ تعيش فصول الكارثة لحظة بلحظة، في بلد وهب الله بشره وحجره جميع مُقوّمات النجاح والتألّق، بيد أنّ أبناءه اتخذوا منحى الخلاف والسجال والشرذمة والتفتيت والصراع، وحوّلوا العيش فيه إلى جحيم وبركان قد تنفجر حممه في أي لحظة، ولأي سبب.

لستُ أفهم كيف نُخرّب اقتصاد بلدنا، فيما نُرسل أولادنا إلى الخارج كي يؤمّنوا لأنفسهم وعائلاتهم لقمة العيش.

ولستُ أفهم كيف ننتقد مجتمعات الآخرين وثقافاتهم، ونحن نُدمّر أُسُس التعدديّة وغنى التنوّع في وطننا ونُطفئ شعلتها وندفنها أسفل سافلين.

ولستُ أفهم سرّ هذه الذاكرة الضعيفة القصيرة المبتورة الإنتقائية التي نسيت أهوال الحروب الأهلية اللبنانية بأشكالها وأهوالها ومآسيها ونكباتها المختلفة المُتتابعة منذ عام 1840 وحتى اليوم.

أناشد ناسنا وأهلنا أنْ يفيقوا من غفلتهم وغيبوبتهم قبل أنْ يُصبحوا خربشات على ورق التاريخ والنسيان، ويتحوّلوا إلى مُجرّد «ناس .. ع الورق».

وأحذّر ناسنا وأهلنا من الثقب الأسود … من الهاوية التي ينحدر إليها أبناء شعبنا، سواء كان ذلك عن دراية أو في غفلة من أمرهم، وعن الكارثة التي نتجه إليها وطناً ومواطنين لأنّ أنانيّة البعض تغتال الوفاق الوطني، ولأنّ هذا الوطن الصغير تحوّل مطيّة لكل دول العالم بفعل تبعيّة وارتهان بعضٍ من أبنائه.

تُرى متى نصبح مواطنين كي يصبح لنا وطن؟!

رُحماك يا ربّ، هَبْ لنا من لدُنك رشداً … وحسبُنا الله ونعم الوكيل.