IMLebanon

أغاني الثورة تُشبه هموم الثوّار… الأحمد: الفن محاكاة لقضايا الناس

 

بعد “عطوني فرصة وبلا جرصة”… “البلد كلو راح والوضع شي تعتير

انتشرت من أول أيام ثورة 17 تشرين في ساحات الإعتصام أغنية هي محاكاة لهموم المواطنين اللبنانيين تتحدث بكلماتها وكأنها حوار بين مسؤول لبناني يطلب من المواطنين إعطاءه الفرصة والوقت الإضافي لكي يحقق للناس مطالبهم ويؤمّن حقوقهم في الماء والكهرباء وتطبيق القوانين واستعادة الأموال المنهوبة.

 

واختلفت الأغنية عن نمط الأغاني الثورية التي لطالما كانت تشهدها الإعتصامات والتظاهرات التي تحصل في لبنان. أغاني مارسيل خليفة وجوليا بطرس وماجدة الرومي كانت سيدة الساحات وعليها تعودت أجيال لبنانية، فشكّلت رمزاً فنياً لأي تظاهرة عمالية أو نقابية تحصل في لبنان. لكنّ ثورة 17 تشرين اختلفت تماماً عن كل ما يحصل في السابق. فلأول مرة في تاريخها تشهد البلاد ثورة شعبية شاملة قوامها وعمادها الشباب والصبايا وركنها الأساسي طلاب الجامعات والمدارس. تغيير جذري في لبنان حصل مع ثورة 17 تشرين قلب كل المفاهيم السابقة حتى في فن الثورات. ساحات الإعتصام في طرابلس وبيروت والعديد من المناطق اكتسحتها أغنية “الشعب يريد إسقاط النظام”.

 

في هذه الأغنية يحاول المسؤول الطلب إلى الناس إمهاله بعض الوقت ليقوم بإصلاح ما تم تخريبه فيرد عليه المواطن بكلمة “لأ”.. ثم يقول لهم “الله يوفقكن ما عاد أسرقكن…”. الأغنية شهدت رواجاً منقطع النظير في جميع الساحات والمتظاهرون تفاعلوا معها بشكل واسع. ترفع الأغنية عبر مكبّرات الصوت ويهتف المتظاهرون معها متوجهين للمسؤول عند كل جملة بالقول: “كذاب”… فمثلًا عندما يقول المسؤول “عطوني فرصة وبلا جرصة بس شوفولي حل… عطوني فرصة وبلا جرصة بجيب الكهربا واللي خربا… عدني خطة وما رح مطا بس وقفولي سب… بجيب الواتس اب” والمتظاهرون يردون “كذاب”.

 

منذ بداية الثورة كان الكل يسأل من صاحب هذه الأغنية؟ هل هو فنان معروف؟ إذاً ما اسمه؟ على وسائل التواصل الإجتماعي التساؤل كل يوم لم ينقطع حتى اهتدى الناس إلى إسم صاحب الأغنية وهو الفنان ابراهيم الأحمد، فمن هو؟جمهور من كل الطوائف

 

هو فنان من مدينة طرابلس مقيم ويعمل في اسطنبول. ويقول الأحمد لـ”نداء الوطن”: أنا فنان ثوري ومنشد في الأصل للفن الإسلامي أي الفن الملتزم المضبوط. أغنية “اعطوني فرصة” خطرت في بالي من أول تظاهرة خرجت في لبنان لأني واكبت الربيع العربي منذ انطلاقته وكانت لي بصمة في كل ساحة من ساحات الربيع العربي وآخرها في لبنان.

 

أضاف: “كتبت الأغنية ولحنتها وأديتها لتواكب ثورة الشعب اللبناني وتحاكي هموم الناس ومعاناتهم مع المسؤول. طبعاً لم أكن أتوقع هذا الرواج الكبير للأغنية. أنا عندي جمهوري ولكن ما حصل مع “عطوني فرصة”، أنها نقلت صوتي إلى كل الساحات في لبنان وهذا يسمى إختراق فني حيث أصبح لدي جمهوري من كل الطوائف والمذاهب”.

 

وشدد الأحمد على القول: “أنا لست تابعاً لأي تنظيم سياسي أو حزبي. أنا مواطن لبناني معاناتي مثل معاناة كل أهلي في هذا البلد. ولولا أنني أشعر بمعاناة الناس لَما وصلت الأغنية إلى كل شخص لبناني. والأغنية تختلف عن الأغاني الثورية الأخرى لأن فيها تجديداً ومحاكاة للوضع اللبناني الحالي بكل تفاصيله”.

 

وأعلن عن “أغنية جديدة ستكون في الساحات وعلى اليوتيوب بين يوم وآخر وجاء في مقدمتها “نفختونا بالإصلاح صرعتونا بالتغيير… البلد كلو راح والوضع شي تعتير”. وختم: “الفن تعبير عن وجع الناس ومحاكاة لقضاياهم… لقد نزلت إلى الشارع وواكبت الثورة ونظمت الاحتفالات في ساحة إيليا في صيدا والقلمون، ساحات عدة وكان التجاوب لا يوصف. وأنا ثائر مثلي مثل كل الثوار في سبيل بناء الوطن الذي نحلم به”.

 

يرى الكثير من المتابعين أن ثورة 17 تشرين هي خطوة تعبيرية بكل المقاييس وأكبر دليل أن أغنية ابراهيم الأحمد غزت ساحات الثورة في حين كانت أغاني كبار فناني ومغني الثورة في المرتبة الثانية والثالثة وربما أكثر.