IMLebanon

عذراً من قناة “الجديد”

رأينا وسمعنا مقدمة أخبار قناة “الجديد” التي تتهجم لأكثر من عشر دقائق على قناة الـMTV . ربما حق الرد لـ”الجديد” مقدس، لكن ألم يكن منطقياً أكثر أن يأتي الرد في منتصف النشرة بكلام واضح وصريح، بدل أن تستهل النشرة الاخبارية لأكثر من عشر دقائق بأمور لا تعني المواطن وهمومه، بل تزيد الاحوال سوءاً؟

وليست محطة “الجديد” وحدها أمام هذا الإشكال، بل كل المحطات الاعلامية التي تهاجم بعضها بعضاً يومياً بدل الاتحاد لمقاومة الفساد السياسي، حتى أصبحت تعطي صورة غير لائقة عن محطات، مهمتها الأساسية هي النضال للحرية.

الإعلام يحاسب ويعطي المثل الصالح للمشاهد والقارئ وينتقد السياسيين عندما يجب، فحذار أن يهبط هذا الإعلام الى مستوى الزواريب التي لا تليق به والتي تشوّه صورة الاعلام أكثر فأكثر.

بعد تواطؤ السياسيين على شعبهم، فإن الطريق الوحيد للثورة والتغيير هو الإعلام الهادف والنظيف!

ومن يجب أن يدعم الشعب ويقود معركة التغيير والإصلاح هو الإعلام اللبناني الذي هو السلطة الرابعة. وقبل ذلك يجب أن يدعم بعضه بعضاً في ظل هذه الأزمة التي تمر بها البلاد عموماً والإعلام خصوصاً.

فما رأيناه من مشهد مؤسف للخلاف بين وسائل الاعلام المرئية، مرفوض ومستنكر، ولا يشبه أصالة الاعلام اللبناني ولا رسالته الكبيرة في الحفاظ على القيم الكبيرة. قد يكون الأمر الأخطر في هذا المجال أن يقدّم الإعلام لكل من يتربص به الفرصة الذهبية لضربه، بانقسامه على بعضه والتلهي بالنكايات، فيما كثيرون من الداخل والخارج يتمنون له المصير السيئ.

في السياسة تدنى المستوى وهبط الى درك خيالي، خصوصاً بعدما فقدت كل وسائل الرقابة والمحاسبة والمساءلة. وانهارت أيضاً القيم التي كانت حتى في أيام الحرب محترمة أكثر مما هي محترمة في أيامنا هذه، علماً أن لبنان كان وما زال يصدّر الى العالم الأدمغة والنخب في جميع المجالات.

وفي الرياضة تدّنى المستوى وأصبحت لعبة كرة السلة تجرّ الناس الى النعرات الطائفية والتشنج، بسبب فقدان الروح الرياضية الحقيقية، فصارت الملاعب منابر للمبارزات العصبية والمذهبية والطائفية عوض أن تكون فسحة رياضية.

والثقافة بدورها الى تدنّ. فما يبقى هو الاعلام والصحافة من أجل رفع المستوى والحفاظ على الاصول المهنية وتحمل المسؤولية، مسؤولية التغيير والتحسين. فليبدأ الاحترام المتبادل من وسائل الاعلام، وليعد هذا الإعلام الذي هو من المنارات الاساسية للبنان والعنوان الكبير لحرياته وتعلق شعبه بهذه الحرية، ولا سيما منها حرية التعبير، فليعد الى أصالته وقيمه، لأن مسؤوليته عظيمة وخطيرة ولا يمكن التفريط بها.

فعذرا من الـ “الجديد” ومن كل المحطات، هذه السجالات لا تليق بكم.