IMLebanon

نعم! نخاف على المستقبل

 

من الطبيعي، جدّاً، أن يكون ما تشهده الساحة الجنوبية مدار أخذ ورد بين متحمسٍ لحرب الإشغال والمساندة، ومراقبٍ محتار، ومعترض. بل من المستغرَب ألّا يكون كذلك. فنحن نعيش في بلدٍ ليس «على فرد قلب ورب» من حيث تنوع الآراء والمشارب والأهداف والنظرة الى الستراتيجيا وحتى النظرة الى التكتيك في المسائل العادية فكم بالحري القضايا المصيرية. والتطور الذي «تتدحرج» وقائعه وأحداثه الكبيرة جنوباً بشكل يومي، بل ربما بين ساعة وساعة، هو مصيري بامتياز كما هو من الأهمية الى درجة يشعر كل لبناني أنه معني به مباشرة على صعيد شخصي. نسوق هذه المقدّمة لنقول إن ردود الأفعال المبالَغ فيها على الانتقادات التي تصدر من مراجع ومقامات عليا وحتى من مواطنين عاديين لا يجوز التعامل معها بردود الفعل المتفلّتة من أي منطق وأيضاً من الضوابط الأخلاقية هي غير مفهومة على الإطلاق. واذ نثق بأنها (ردود الأفعال) صادرةٌ من دون توجيه من قيادة حزب الله فإننا  نستغرب أن يبلغ الأمر بمحازبين وأنصار وأتباع الى الحدود التي بلغها الكثيرون من هؤلاء في جنوحٍ خارج المعايير كلها والمقاييس كلها.

 

ونود أن نذهب في صراحتنا الى الأبعد لنحذّر الأفرقاء قاطبة من أننا على أبواب نفقٍ يبدو مظلماً جدّاً لعلنا، من أسفٍ، قد دخلنا فيه فعلاً، وهو ما قد تظهر تداعياته، بالضرورة، بعد انتهاء هذه الحرب الداهمة التي وجد اللبنانيون أنفسهم غارقين في لجّتها وجحيمها من دون أي بشائر أمل في مستقبل هذا الوطن المنكوب.

 

ويقتضي الصدق مع الذات، كما الصدق مع القارئ، أن نذهب الى القول إننا نضع اليد على القلب خوفاً على وحدة الشعب اللبناني. ويؤلمنا أن نقول إنه خوف في محلّه. وتكفي نظرة سريعة الى واقع الحال ليتبين لنا أن الشرخ العمودي بين أبناء هذا الوطن يزداد عمقاً واتساعاً، وبالتالي لا يجوز التعامل معه بسطحية أو بلامبالة. ولا نكشف سراً أو نقول جديداً عندما نزعم أن غير طرفٍ لبناني، وربما الأطراف كلها باتت تشعر إما بالخوف أو بالغبن، كل طرفٍ منها لأسباب، ولكن الخلاصة واحدة وهي أن مثل هذه الحال لا يمكن أن تبني وطناً، أو أن تستعيد وطناً.  ليحمِ الله لبنان وليحفظ اللبنانيين.