IMLebanon

مشاركة مرتفعة والجولة الثالثة تفضح “السلطة”

 

إنتخابات الموظفين: مخالفات وهشاشة في التحضيرات

 

 

شكّلت الجولة الثالثة المخصصة لاقتراع الموظّفين المنتدبين لإدارة العملية الإنتخابية عيّنة عن المسار المنتظر للجولة الحاسمة والأخيرة من الإنتخابات في 15 أيار. بعد انتهاء الجولتين الأولى والثانية من انتخابات المغتربين، توافد موظفو الإدارات العامة والأساتذة المولجون القيام بمهام لجان الاقتراع إلى الإدلاء بأصواتهم يوم أمس على كافة الأراضي اللبنانية، مسجلين اقتراع 84 في المئة من الناخبين الذين قارب عددهم 14950 موظفاً.

 

ولم تخلُ العملية الإنتخابية التي تحظى باهتمام ومراقبة بعثتين من الإتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، من تسجيل العديد من المخالفات التي وثّقتها «الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الإنتخابات LADE»، ليشكل عدم إلمام المقترعين الذين سيتولون إدارة العملية الإنتخابية بآلية الاقتراع وكيفية تطبيق القانون الإنتخابي أبرز المؤشرات لتعريض مسار العملية الإنتخابية ونزاهتها للخطر. ما دفع وزير الداخليّة بسام مولوي إلى التأكيد خلال تفقد مركز فوج إطفاء بيروت المخصص لانتخاب الموظفين في بيروت، أن الوزارة تتابع المخالفات التي رصدتها LADE، مشدداً على أنه «من اليوم وحتى نهار الأحد سيكون كل رئيس قلم اطّلع على حقوقه وواجباته وذلك لعدم تكرار الأخطاء التي حصلت اليوم في بعض مراكز الاقتراع».

 

وفي السياق، وثّقت «الجمعية» العديد من المخالفات، أبرزها: «اقتراع المرشح ينال محمد الصلح، المرشح على لائحة الأمل والوفاء في دائرة بعلبك الهرمل كموظف في هيئة القلم». كما «إزالة الرقم التسلسلي عن قسائم الاقتراع الرسميّة في العديد من أقلام الإقتراع بما يعرّض سرية الإنتخاب للخرق»، و»قيام بعض الناخبين الموظفين بالعمل كمندوبين لبعض اللوائح والأحزاب، الأمر الذي يطرح علامة استفهام على أدائهم وحياديتهم يوم الانتخابات»، إلى جانب «عدم إحصاء عدد الناخبين وأوراق الاقتراع والظروف في عدد من المراكز، ووجود عوازل لا تضمن سرية الاقتراع في مراكز أخرى». ليشكل «تواجد أحد المرشحين في عكّار داخل قلم الاقتراع، والطلب من الناخبين الاقتراع ضدّ المنظومة، خرقاً للصمت الانتخابي وضغطاً على الناخبين»، ليستكمل مسلسل المخالفات مع «قيام أحد الناخبين بتصوير قسيمة الاقتراع خلف العازل في البقاع الغربي، ما دفع رئيس القلم إلى التدخل وإلغاء صوته»، ليعمد مقترع آخر في قرى صيدا إلى وضع ورقة الاقتراع في جيبه محاولاً وضع الظرف فارغاً في الصندوق، ما دفع أحد المندوبين إلى التنبه ولفت نظر رئيسة القلم التي أعادت الناخب إلى وراء العازل ليخرج الورقة من جيبه ويقترع بالطريقة الصحيحة». في حين «ضبطت رئيسة القلم رقم 11 في صيدا ناخبة تستخدم الهاتف وراء العازل لتصوير ورقة الاقتراع. وبعد إجبارها على مسح الصورة، مزقت الناخبة ورقة الاقتراع مغادرة دون الإقتراع».

 

ولم تسلم الجولة الأولى في لبنان رغم محدوديتها، من العديد من الإشكالات التي أدّت إلى توقف عملية الإقتراع في العديد من المناطق، منها في صيدا، وبعلبك، والهرمل وبيت الدين. في حين شكّل انقطاع التيار الكهربائي عن العديد من المراكز عيّنة من التحديات التي قد تعيق العملية الإنتخابية نهار الأحد المقبل، وتعيد إلى الأذهان التخوّف من تكرار سيناريو «الحقبة السوداء» لانقطاع الكهرباء والتلاعب في الصناديق.

 

وخلال جولة على بعض مراكز الإنتخاب، تبيّن عدم خضوع الموظفين المكلفين إدارة العملية الإنتخابية إلى دورات تدريبيّة خلافاً للدورات السابقة. مع اكتفاء «الوزارة» بإرسال رابط فيديو يشرح آلية الإقتراع وبعض الجوانب المتعلقة بقانون الإنتخاب، ليؤكد عدد كبير من الموظفين لـ»نداء الوطن» تعاملهم بطريقة غير جديّة مع الرسائل التي وصلتهم من المعنيين في إدارة الإنتخابات، وصولاً إلى عدم تكلّف عناء الإطلاع على الفيديو قبل تقييم مضمونه، ليبرز اتكال بعضهم الآخر على تجربتهم السابقة وقدرتهم على إعادة استنهاض المعلومات التي تلقّوها في الإنتخابات السابقة.

 

على صعيد آخر، توقف مراقبون عند نسبة المشاركة المرتفعة في العديد من الدوائر، وتحديداً في بيروت، والتي ترافقت مع العديد من المخالفات والأحداث الأمنية المتنقلة داخل أقلام الإقتراع وخارجها في جميع المحافظات، ما شكّل إنذاراً مبكراً للمعنيين للقيام باتخاذ الإجراءات الكفيلة بتأمين حسن سير العمليّة الإنتخابية ونزاهتها يوم الأحد المقبل بعيداً عن المخالفات التي ارتكبها القيّمون على إدارة العرس الديمقراطي. فهل يعبر هذا الإستحقاق بأمان أم أن تجربة الأمس كفيلة بتعزيز الطعن بنزاهة الإنتخابات ونتائجها؟