IMLebanon

«عاصفة الحزم»: «تاجها مملكة سلمان ودُرّتها مصر»

 

هذا العنوان اقتبسناه من كلمة وزير الدّاخليّة نهاد المشنوق التي تناقلها اللبنانيّون امس باعتبارها «الرّد الحاسم القاصم» على المرشد الإيراني «علي الخامنئي» وقوله: «إنّ أنف السعوديّة سيُمرّغ في التراب»، وردّاً على كلام حسن نصرالله «وازدواجيّة» معاييره القيميّة والأخلاقية والإنسانيّة والشرعيّة أيضاً، وأحسن ما أتى به المشنوق من قولٍ هو الزمن العربي الذي تغيّر واستعاد توازنه ما بين مصر والسعوديّة: «نعيش زمناً عربياً جديداً تاجه مملكة سلمان بن عبدالعزيز ودرته مصر»، وهذا يدفعنا إلى التعويل على نشوء قوة عربيّة مشتركة، نكتب غداً ما تأمله الشعوب العربية منها…

بالأمس؛ لجأت إيران إلى تقيّة جديدة عنوانها «استعدادها للضغط على حلفائها للعودة إلى الحوار»… «عن جدّ، بليييز.. لا تضغطوا عليهم» دعوهم يخوضون آخر حروبهم لترتاح المنطقة العربيّة من إيران قبل أن يرتاح اليمن من الحوثيين، تستعجل «التقيّة» الإيرانيّة وقف إطلاق نار، فجماعتها يعيشون أياماً حالكة، وقد أدركوا أنهم تورطوا في مستنقع مصلحة إيرانية ستكتفي فقط بالتفرّج عليهم يقتلون، هذا هو الوجه الإيراني الحقيقي الذي خبرناه في لبنان عام 2006 في حرب تموز، وخبرته غزّة في حرب الرصاص المصبوب، وحان الدور على «خُدّام» مشروع الوليّ الفقيه في اليمن أن يكتشفوا بدورهم الوجه الحقيقي والبشع لـ»فارس»!!

لا نعرف إن كنّا على عتبة «ذي قار» أول معركة انتصف فيها العرب من الفرس وبرسول الله الله نصروا، أم أننا على عتبة «قادسية» جديدة لها «الملك سلمان وعبدالفتاح السيسي»، «إضرب يا سلمان سلمت يمينك»، و»انهض يا سيسي.. يا عبدالفتاح، عسى يجعل الله الفتح على يد سلمان ويدك»، فعيون العرب عليكم وقلوبهم معكم، ولتعد لنا «عاصفة الحزم» صدى أبيات عمرو بن معد يكرب: «والقادسية حين زاحمَ رستمٌ/ كنَّا الحماةَ بهنّ كالأشطـانِ/ الضاربين بكلِّ أبيضَ مخذمٌ/ والطاعنين مجامعِ الأضغانِ»… أو كما قال في يومنا هذا الشّاعر الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة: «السعودي بالمواقف ما يمنَّي/ السعودي لا تنادوا قال حنَّا/ من طعن أرض الوطن رمحه طعنَّي/ جاك ردّ الفعل يا مهدد وطنَّا/ خذ جواب الحرب دامك تمتحنَّي/ احتزمْ سلمان بالحزم وحزمنا»…

تاريخ خيانة وتآمر الفرس على العرب لن ينتهي، ولا ظنّهم أنهم أصل التاريخ والممالك، وإن كان هذا ما «ملئت به رؤوسهم من أساطير كاذبة ومزورة، ونظرة على تاريخهم على عتبة القادسيّة، نجد  في »تاريخ البلعمي« كلاماً منسوباً للملك الساساني يزدجرد الثالث، ويقال إن القائد العربي سعد بن أبي وقاص، قائد جيوش المسلمين في معركة القادسيّة، وجّه رسالة حملها أحد عشر رجلاً من قادته إلى الملك الفارسي طالبا منه اعتناق الإسلام أو القتال حتى الموت، وقد ردّ يزدجرد على رسالته بالآتي قال يزدجرد: «أولئك الذين رأيتهم في العالم، من بين الأتراك والديلم والسلاف والهنود وأهل السند وكل الأشخاص الذين يحيون في العالم، لا يوجد شعب أذلّ منكم، لأنكم تأكلون الفئران والثعابين بسبب حرمانكم، وثيابكم من وبر الجمل».

لم يتغيّر شيء في نظرة الفرس أو «إيران» وهي التسمية التي اتخذتها فارس وتسمّت بها في القرن العشرين إلى العرب، فما نزال نسمع هذا الكلام هذه الأيام ونقرأه على صفحات صحف إيران وحزب الله: «الكلب في أصفهان يشرب ماء مثلجاً، والعربي في الصحراء يأكل الجراد» [الفردوسي]، وبالأمس شاهدنا على مواقع التواصل الاجتماعي أقدام المنافقين المجرمين تدوس بنعالها أسماء أمهات المؤمنين المطهرات الطاهرات، وأسماء الصحابة الأبرار الأخيار، ومع هذا يريدوننا أن نصدّق أنهم لا يخوضون ضدّنا وضدّ مقدّساتنا ورموزنا الدينية حرباً قذرة مذهبيّة، أليس هذا التاريخ الذي صدرته فارس للشيعة عندما أخذت على عاتقها نشر التشيّع والقبض على الشيعة في العالم العربي؟! ألا يُطابق هذا ما قاله الشاعر الفارسي الرودكي [شاعر إيراني أصله من أزبكستان] الذي قالها صراحة: «عمر بشكست پشته هجبران عجم را برباد فنا داد رگ وريش جم را/ اين عربده وخصم خلافة زعلي نسيت با آل عمر كينه قديم أست عجم را»، وترجمتها: «أن الصراع والعداوة مع العرب ليس حبا بعلي والدفاع عن حقه في الخلافة ولكنها البغضاء والعداوة لعمر الذي كسر ظهر العجم وهد حضارتهم»، مع أنّ سيدنا عمر بن الخطاب قال: «وددت لو أن بيني وبين بلاد فارس جبلًا من نار، فلا يقربهم ولا يقربوه»، وصدق عمر فلا يأتي من فارس ومن معها إلاّ إشعال نيران الفتن والحروب والخراب، ذات يوم من أيام المسلمين والعرب الكبرى، قال أمير المؤمنين الفاروق عمر: «لأرسلن سعد بن أبي وقاص لكَسْرِ قرنِ الشيطان، وكان يقصد بذلك بلاد فارس، أو ما تسمّى في القرن العشرين بـ»إيران»، وقد هيّأ الله الملك لسلمان بـ»عاصفة الحزم» ومعه مصر قلب العرب، أن يكسر إيران «قرن الشيطان»… رَحِمَ الله من قال:»آمين».