IMLebanon

إرهاب إيران وحزبها

لم يجد حزب الله تبريراً لأعماله الإرهابية التي تطال دولاً كثيرة سوى الحديث عن «العدوّ الإسرائيلي»، وبيان كتلة «الوفاء للمقاومة» لا يستطيع حزب الله أن يصرفه سوى عند «شعب المقاومة»، فهو يواجه اليوم لحظة «الحصاد المرّ» لكلّ ما زرعه من خراب وزعزعة استقرار وشرور في المنطقة، ومن يزرع الريح لن يحصد الزهور بل سيحصد العاصفة التي ستقتلعه ومعه مشروعه وتذروهما في رياح المنطقة {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَل فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَنْثُورًا} [الفرقان/23].

التهديدات المبطنة التي يرسلها حزب الله وإيران لدول مجلس التعاون الخليجي عموماً وللمملكة العربيّة السعودية واضحة، ولا يتجاهلها إلا من يريد أن يتصرّف كالنعامة ويُغيّب رأسه في الرّمال، وهذه ليس المرّة الأولى التي توجّه فيها التهديدات للمملكة العربيّة السعوديّة، سبق وأطلقت هكذا تهديدات في العام 2011، يومها كتبنا في هذا الهامش «إيران.. إرهاب دولة»، عمليّاً يتعامل العرب اليوم مع دولة وحزب متمرّسيْن في أعمال الإرهاب، ولهما فيها باع عريض طويل منذ ثمانينات القرن الماضي فقد خبروه جيداً ونفسهم فيه طويل جداً، ومع هذا نقول وبصدق: «لا بُدّ من مواجهة إيران في لبنان»، فالذراع الأم لإيران والتي أنشأت كلّ «أحزاب الله» عبر المنطقة والعالم هي على يد حزب الله الذي درّب وخطّط وعلّم وجهّز، وراء كل عمل إرهابي في البحرين لحزب الله يدٌ طولى خلف حزب الله البحرين ، والعراق، وسوريا، والكويت، واليمن، وصولاً إلى حزب الله النيجيري وحزب الله الكوبي!!

وإرهاب إيران لا يحتاج إلى أدلّة فهو واضح فاضح، وهنا لا بُدّ من إعادة القارئ إلى ما نشرته الأحد 17نيسان2011 صحيفة «كيهان» القريبة من المرشد الأعلى للنظام الإيراني علي الخامنئي تحت مسمى «الإعدامات الثورية»، وذلك في مقال لحسين شريعتمداري مندوب الخامنئي في الصحيفة، شريعتمداري حرّض ضدّ الشخصيّات الحكوميّة والاجتماعيّة السعوديّة المقيمة في أميركا وأوروبا أو المتواجدة هناك لأسباب مختلفة، محرضاً على رصد تحركاتها والقيام باغتيالها… لقد تأخر العرب أربعون قرناً على مواجهة إرهاب إيران وإرهاب حزبها، ولكن أن يستيقظ العرب متأخرين، خيرٌ من أن لا يستيقظوا أبداً.

بالأمس وفي تصريح لوكالة فارس صرّح «حاكم لبنان الإيراني» مساعد وزير الخارجية الايرانية للشؤون العربية والافريقية أمير عبد اللهيان أنّ «من يصف حزب الله بالارهاب، يستهدف وحدة لبنان وأمنه بقصد او بغير قصد»، وأصرّ عبد اللهيان على استغبائنا عندما قال: «إن سياسة الجمهورية الاسلامية الايرانية المبدئية ترتكز على ترسيخ الوحدة الوطنية والأمن والاستقرار في لبنان ودعم الوحدة بين جميع التيارات والاحزاب اللبنانية»!!

بفضل سياسة إيران وإرهابها واختطاف حزبها للبنان ودولته وشعبه، يكاد لبنان يصبح عدوّ نفسه، وهو يجد نفسه مرغماً على اتخاذ مواقف تجنباً لانفلات زمام الأمور على غاربها، التعقّل عند البعض اللبناني، يقابله في نفس الوقت رفض لبناني لسياسة الخضوع والخوف من حزب الله لأنها ستكلّف لبنان باهظاً، ونحن من الفريق الذي يرى أنّ المواجهة السلميّة مع حزب الله هي الحلّ الوحيد المتاح أمام اللبنانيين، وإلا فهم ولبنان ذاهبون إلى هاوية أجندات إيران وحزبها في المنطقة!!

المؤسف، أن الانقسام في الموقف اللبناني، يزيد في ضعفه ، ويزيد حزب الله غطرسة وصلفاً وإمعاناً في تدمير علاقات لبنان مع محيطه العربي، والمؤسف أيضاً أن الدول العربيّة لا تملك خطة واضحة لمواجهة حزب الله، والتحرّك الذي تطلبه في لبنان يفوق قدرات اللبنانيين، الذين أصيبوا بخيبات ومرارات متتالية، بسبب المواقف العربية المتخاذلة عن دعم لبنان وفريق 14 آذار، الذي تجرّع مرارات التخلي العربي التي خبرها جيداً، والتي أوصلت لبنان إلى هذه اللحظة، مواجهة حزب إيران في لبنان مكلفة جداً، وأهل مكّة أدرى بشعابها، فالاختلاط الديموغرافي بين المناطق سيشعل لبنان بأكمله، وسبق وجرّب اللبنانيّون حافّة الحرب الأهلية، وهم ليسوا في وارد تكرارها أبداً…