IMLebanon

تحالف المستقبل أدّى الى الإستغناء عن ترشيحات عونيّة ومُستقبليّة

في دائرة حساسة من جبل لبنان لم يتم فيها بعد تسمية كل المرشحين العونيين تقوم مجموعة حزبية تابعة لعونيي المنطقة بخوض معركة فايسبوكية لاحد المرشحين الحزبيين (من فريق المناضلين) الذين قد يتم سحبهم من انتخابات الدائرة بسبب حشرة التحالفات التي تفترض التخلي عن هذا الترشيح وهذ المثل يصح على دوائر كثيرة حصل فيها سحب المرشحين العونيين ومنهم من حصلوا على ارقام كبيرة في الانتخابات الحزبية، لكن لا يبدو ان لوائح انتخابات 2018 تتسع لهم بسبب القانون النسبي الذي أحرج التيار وكل الاحزاب التي اضطرت الى التخلي عن مرشحين اقوياء ولهم تاريخهم الحزبي لضراوة المعركة وحسابات القانون الانتخابي والتفضيلي.

هذا الواقع بحسب اوساط قريبة من التيار الوطني الحر اضافة الى تعقيدات القانون والتحالفات جعل التيار يبادر الى تأخير او تأجيل المواجهة التي كانت ستحصل عاجلاً ام آجلاَ لبعض الوقت بهدف اعطاء هامش اضافي وفرص لمرشحي التيار الا ان زنقة التحالفات وواقع الارض استلزم اللجوء الى خيارات صعبة وعقدة.
واذا كان ثمة دوائر تم تنحية مرشحيها الاقوياء والحزبيين من بداية المعركة فان ما شهدته بعض الدوائر من ردود فعل كشفت المستور من التململ الحزبي من قرار القيادة وفي حين بادر بعض المرشحين او المقربين منهم الى التعبير عن الاحتجاج، فان آخرين لزموا الصمت وساروا تحت سقف قرار القيادة. في جزين تم إبلاغ مرشح التيار الوطني الحر في المقعد المتنازع عليه بين التيار والمستقبل ان جاد صوايا لن يكون مرشح المقعد الكاثوليكي، تبليغ صوايا فاجأ الجزينيين والمحازبين كون الأخير من الرعيل العوني والداعمين للتيار في كل خطواته ومن المقربين من رئيس التيار ايضا، وفي عكار تسبب الالتباس الانتخابي والاحتكاك مع المستقبل بتطيير المرشح الماروني جيمي جبور الذي فاز في الانتخابات الداخلية وله قاعدة شعبية عونية لصالح خيار مرشح المستقبل النائب هادي حبيش، وفي زحلة فان تقارب التيار والمستقبل وما جرى في مهرجان زحلة للمرشح ميشال الضاهرمن حضور للتيار والمستقبل حمل رسائل انتخابية واضحة الدلائل بان التيار متحالف فقط من حزبييه مع النائب السابق سليم عون فيما يرشح اسعد نكد وميشال الضاهر وهما ليسا حزبيين بل من اصدقاء التيار.
قبل زحلة وجزين وعكار كان لكسروان حصة اساسية ايضا فترشيحات التيار الوطني لم تشمل نواب التكتل الكسروانيين الذين تم استبعادهم عن لائحة شامل روكزمما سبب بلبلة ايضا لكن تم استيعابها بسرعة خصوصا ان اللائحة الكسروانية يشكلها روكز.اما في بعبدا فان هذه الدائرة تكاد تكون الوحيدة التي لم يواجه فيها التيار اي اشكالية بل حافظ على ترشيحات نوابه الثلاثة.
بدون شك فان عدم تبني بعض المرشحين الذين ناضلوا ولهم تاريخهم السياسي وكانوا ينتظرون اللحظة الانتخابية على اعتبارها ستكون محطة وفاء من حزبهم تجاههم اصيبوا بالاحباط والخيبة وحيث رميت في البازار الانتخابي تساؤلات عن جدوى التخلي عن المرشحين المناضلين لصالح المرشحين الرأسماليين، هذه المسألة لا تقتصرعلى التيار وحده بل تشمل كل الاحزاب فحزب الله تخلى عن نواب وقياديين وتيار المستقبل اضطر للتخلي عن صقور وثوابت في التيار الازرق ايضا بفعل التحالفات، من هنا فان تأخر صدور التحالفات واعلان المرشحين لدى بعض القوى والاحزاب كان مرده لتفادي الازمات الداخلية و«حرد المرشحين» والخشية من ردود الفعل، وعيه تأخر اعلان الترشيحات في بعض الدوائر بانتظار لحظة الصفر الانتخابية وبسبب عامل المقايضة الذي كان يحصل بين دائرة واخرى وبين حزب وآخر. اما من جهة التيار الوطني الحر فان الحزب كان يتوقع ردود فعل معترضة ويتحسب لها وعلى هذا الاساس تم تأجيل اعلان المرشحين والتحالفات الى موعد المؤتمر السنوي للتيار.