IMLebanon

صفحة محور المقاومة في كتاب الأمة

 

السيد حسن نصرالله يرفع الصوت الى أعلى مدى ضدّ أميركا، لا فقط ضدّ قرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل. وهو يتكلم، لا باسم حزب الله بل باسم كل محور المقاومة الذي تخرج دوله من محنة السنوات الماضية منتصرة قوية صلبة. والمهمة بعد إلحاق الهزيمة بكل الأدوات التكفيرية هي الاستعداد لإعطاء القدس وفلسطين الأولوية. والمطلب العملي هو انتفاضة فلسطينية ثالثة واستراتيجية موحّدة للمواجهة لتحويل خطر ترامب الى انجاز هو بداية النهاية للكيان الغاصب.

وليس أمام الخائفين على زجاج النأي بالنفس من الخرق سوى القراءة في المرحلة الجديدة من الصراع الجيوسياسي على مستقبل الشرق الأوسط. فالمجموعة الدولية لدعم لبنان تعيد تذكيرنا بما حاولنا نسيانه وسقط بالترجمة العربية لبيان اجتماع باريس: القرار ١٥٥٩. وهو القرار الذي يعيد الأمين العام للأمم المتحدة تذكيرنا في كل تقرير دوري يقدمه الى مجلس الأمن عن تطبيقه وتطبيق القرار ١٧٠١ بضرورة نزع السلاح خارج الشرعية وتشجيع حزب الله على التحوّل من مجموعة مسلحة الى حزب سياسي مدني بحت. وحزب الله يعيد تذكيرنا بأن الوقائع والتطورات تقود الى الاتجاه المعاكس: زيادة العسكرة خارج الاطار الرسمي.

 

ذلك ان ما عملت وتعمل له ايران في اطار مشروع بعيد المدى هو تعميم نموذج حزب الله: الحشد الشعبي في العراق، أنصار الله في اليمن، وتشكيلات ميليشياوية في سوريا مرتبطة بالحرس الثوري. صحيح ان فتوى الجهاد الكفائي ضد داعش كانت أساس الدور الأخير للحشد الشعبي. لكن الصحيح أيضا ان فصائل في الحشد كانت قائمة قبل الفتوى، وان فصائل ترفض الاندماج في القوات المسلحة حتى بعد اعلان العراق النصر النهائي على داعش. والدور الأهم من دور الحشد الشعبي هو ل أنصار الله الحوثيين في اليمن.

واذا كان ظهور قيس الخزعلي قائد عصائب أهل الحق باللباس العسكري أمام بوابة فاطمة قد شغل اللبنانيين ورأوا فيه اشارة الى الحرص على خرق النأي بالنفس، فان الرسالة تذهب الى ما هو أبعد بكثير من النأي بالنفس. إذ هي خطوة من ضمن خطوات لتكريس نجاح طهران في الإلغاء العملي لحدود سايكس – بيكو: بين ايران والعراق وبين العراق وسوريا. وبين سوريا ولبنان. لماذا؟ لكي تكون الطريق مفتوحة بالكامل أمام محور المقاومة الى تحقيق شعار الموت لاسرائيل. وليس محور المقاومة الذي تقوده طهران سوى الوجه الآخر للمشروع الايراني الذي جوهره دولة العدل الإلهي. ولا لبنان سوى جزء الى جانب سواه، من البلدان التي تشكّل الأمة.