IMLebanon

سياسة البنك المركزي فوق كل اعتبار

يوماً بعد يوم يتبين أنّ القطاع الاقتصادي الذي يكاد يكون الوحيد الناجح في لبنان هو قطاع المصارف خصوصاً في الظروف غير المستقرة سياسياً وأمنياً والتي يعاني منها لبنان منذ العام 1975.

أشبّه الهجوم على هذا القطاع بالقصة التي تقول إنّ العميان رزقوا بطفل مبصر يستطيع الرؤية، فأخذوا يتحسّسون عينيه حتى مرض الطفل وفقد نظره.

يا جماعة الخير كفى التهجّم على المصارف.

كفى التهجّم على أنجح حاكم مصرف مركزي ليس في لبنان وحسب بل أيضاً في العالم وهذا بشهادة المؤسّسات المالية العالمية خصوصاً من حكام العالم المالي أعني الأميركيين، أي الدولار.

من هنا نرى أنّ بعض الذين يتهجمون على المصارف لأنّ في البلد نظريات إقتصادية ومالية مختلفة وللأسف أيضاً أنّ ما يسمّى بالأحزاب السياسية التي لا تزال من العهود البائدة التي انتهت مع سقوط النظام الشيوعي في العالم لا يزالون يظنون أنّ تلك الأيام لم تنتهِ بعد وما زالوا يظنون أنّ هؤلاء الذين سقطت نظرياتهم لا يزالون ناجحين.

المؤتمر المصرفي الذي افتتح أمس والذي ليس الأول ولن يكون الأخير، إن دلّ على شيء فإنما يدل على أهمية هذا القطاع المميّز في لبنان وفي العالم.

وكلمة حاكم مصرف لبنان الاستاذ رياض سلامة جاءت متوافقة مع تمنيات وطموحات الشعب اللبناني الذي عانى الأمرين بسبب الفراغ الرئاسي الذي دام سنتين ونصف السنة، وهذه المدة هي الأطول في تاريخ لبنان وكان لها انعكاسات سلبية جداً.

ولولا وجود الاستاذ رياض سلامة في موقع حاكمية مصرف لبنان لا ندري ماذا كان سيحصل في وضع الليرة اللبنانية وفي وضع الاستقرار المالي.

والتدخل في الأيام الصعبة وإعادة الشراء في توقيت لا يمكن إلاّ أن نعترف بأنه من أهم العناصر في الدفاع عن الليرة وفي الحفاظ على الاستقرار المالي.

كذلك لا بد إلاّ أن نهنّئ أنفسنا بالنسبة للهندسة المالية الأخيرة التي اعتمدها الحاكم والتي لولاها لكان وضع الليرة خطيراً جداً وهذه هي المرة الأولى التي يلجأ إليها الحاكم وذلك حرصاً منه على حماية العملة الوطنية وأهميتها في الإستقرار.

قد يكون بعض المصارف أو بعض الاشخاص استفادوا من هذه الهندسة ولكن السؤال: هل هناك حل آخر؟ هذا أولاً.

من ناحية ثانية، يمكن أن يكون من لم يستطع أن يستفيد من هذه الهندسة قد شعر بحسرة فدفعه هذا الشعور الى الاحتجاج لسبب وحيد: الغيرة والحسد!

وكان لكلمة الرئيس عدنان القصار وقعها المهم، وقد أشار الى أهمية الحضور العربي المشارك في المؤتمر ولا سيما دول مجلس التعاون أي البلدان الغنية الباقية في العالم العربي… والجدير ذكره أنه أبدى إعجابه وتأييده لسياسة حاكم مصرف لبنان والهندسة المالية التي اعتمدها مؤخراً وهذه شهادة من مرجعية إقتصادية كبيرة… وكلمة الحاكم كانت غنية بالمعلومات عن الإنجازات التاريخية التي حققها مصرف لبنان وهي باختصار:

أولاً- حماية الليرة اللبنانية.

ثانياً- الحفاظ على استقرارها.

ثالثاً- تعزيز الاحتياط المالي والمحافظة على نموّه والازدياد السنوي بمعدل 5٪.

رابعاً- المحافظة على الفوائد برغم الصعوبات وعدم الاستقرار.

خامساً- زيادة القروض الى القطاع الخاص بمعدل 5 في المئة في وقت تدنت القروض في القطاع العام بنسبة 6.14٪.

وأشار الحاكم الى أنّ انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وتكليف الرئيس سعد الحريري أعادا الأمل بالقطاع المصرفي والاقتصادي.