IMLebanon

باسيل لاصابة هدفين بحجر واحد: النازحون والرئاسة

 

في خطابه من على منبر جامعة الدول العربيّة، قال وزير الخارجيّة والمُغتربين جبران باسيل إنّ مُناشدته الدول العربيّة إعادة سوريا إلى مقعدها في الجامعة، لا يهدف إلى تحقيق أيّ مكاسب لبنانيّة، واصفا الخُطوة بالموقف المبدئي والسيادي والوطني والعروبي. وفي خطابه أمام مُناصريه في إحتفال ذكرى «13 تشرين الأوّل»، قال الوزير باسيل إنّه سيذهب إلى سوريا «ليعود النازحون السوريّون إلى بلادهم، كما عاد الجيش السُوري». فما هي المعلومات بشأن زيارة وزير الخارجيّة اللبناني إلى سوريا، وما هي أهدافها وإرتداداتها المُحتملة؟

 

بحسب مصدر حزبي في «التيّار الوطني الحُرّ» إنّ طيّ صفحة الماضي بين «التيّار» وسوريا، تمّ منذ فترة طويلة، وتحديدًا منذ زيارة الرئيس العماد ميشال عون إلى دمشق ولقائه الرئيس السُوري بشار الأسد في كانون الأوّل 2008، وبالتالي إنّ الزيارة المُرتقبة لوزير الخارجيّة والمُغتربين إلى سوريا، والتي تتواصل الإستعدادات لإتمامها في توقيت مُناسب يعود بالفائدة على الجميع، تصبّ في خانة مُختلفة تمامًا، ترمي بشكل خاص إلى البحث في السُبل التطبيقيّة لإعاة النازحين السُوريّين من لبنان إلى سوريا، عبر برنامج مُفصّل وواضح وسريع نسبيًا، وذلك بعد أن تخلّى العالم بأجمعه عن حلّ هذه المُشكلة. وأضاف المصدر أنّ زيارة الوزير باسيل، ستندرج عند حُصولها، ضُمن تحرّكات لبنانيّة عدّة، تهدف إلى ترتيب أكثر من ملفّ مع السُلطات السُوريّة، بدءًا بملفّ النازحين، مُرورًا بملفّ النقل البرّي من لبنان عبر الأراضي السُوريّة إلى الدول العربيّة الأخرى المُحيطة بسوريا، وُصولاً إلى ملفّ إعادة إعمار سوريا في مرحلة لاحقة. وأكّد أنّ رئيس «التيّار الوطني الحُرّ» لن يتوجّه إلى سوريا بصفته الحزبيّة، بل بصفته الوزاريّة، وهو لن يكون الوزير اللبناني الوحيد الذي سيزور سوريا في المرحلة المُقبلة. وقلّل المصدر الحزبي نفسه من أهميّة الأصوات الداخليّة المُعارضة لما تصفه بزيارات التطبيع مع سوريا، مُشيرًا إلى أنّ المصلحة اللبنانيّة يجب أن تكون فوق كل أعتبار، خاصة وأنّ الإتصالات لا ترتبط بمواضيع سياسيّة، بقدر ما هي مُرتبطة بملفّات حياتيّة وإقتصاديّة وإجتماعيّة تهمّ كلّ اللبنانيّين من دون أيّ إستثناء.

 

في المُقابل، وبحسب مصدر نيابي مسيحي سابق مَحسوب على قوى «14 آذار»، إنّ خُطاب الوزير باسيل في القاهرة، ثم في الحدت، وما سيليه من مواقف مُتوقّعة في ما خصّ العلاقات مع سوريا، يصبّ في سياق خطّة تهدف إلى تمهيد الطريق لوُصول رئيس «الوطني الحُرّ» إلى منصب رئاسة الجُمهوريّة. ورأى أنّ الوزير باسيل يريد النجاح في إعادة جزء من النازحين، مع تسليط الضوء إعلاميًا على الموضوع لتسجيل مكاسب داخليّة، والأهمّ أنّه يريد إزالة أي «فيتو» سوري على طريق وُصوله إلى قصر بعبدا في المُستقبل، مُقدّمًا نفسه كقطب مسيحي يملك حيثيّة شعبيّة، يُمكن أن يُعوّل «حزب الله» سياسيًا عليه، ويُمكن أن يثق الرئيس السُوري بشار الأسد بوقوفه إلى جانبه في الصراعات الإقليميّة، بشكل يفوق ما يُمكن أن يُقدّمه رئيس «تيّار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجيّة في هذا المجال! وإعتبر المصدر نفسه أنّ باسيل يريد بزيارته إلى سوريا إن حصلت غدًا أو بعد مدّة لا فرق، إصابة هدفين أساسيّين هما ملفّي النازحين والرئاسة بحجر واحد، ولو أنّ الهدف الرئاسي مُستتر ولا يستطيع المُجاهرة به علنًا في المرحلة الراهنة.

 

وعن قُدرة القوى الداخليّة المُعارضة للتطبيع مع سوريا، على عرقلة هذا التوجّه، رأى المصدر النيابي السابق العاتب على القوى الأساسيّة التي كانت تُشكّل عصب «14 آذار»، أنّ مُجرّد الإنخراط في ما يُسمّى «التسوية الرئاسيّة» أنهى القُدرة على مُواجهة خطط ومشاريع «التيّار الوطني الحُرّ»، خاصة متى ما كانت تحظى بدعم «حزب الله». وقال إنّ حزبي «القوات» و«الإشتراكي» لا يستطيعان وقف هذا المنحى وحدهما، بينما «المُستقبل» مُحرج بالحفاظ على مُكتسباته في «التسوية» من جهة، والتصدّي لخطّة التطبيع مع الرئيس السُوري وتعريض كل التسوية الداخليّة للإنهيار من جهة أخرى، وهو ما يُمكن تلمّسه من مواقف رئيس الحُكومة سعد الحريري القديمة والجديدة منها.