IMLebanon

السقوط

 

 

غداً الخميس، الموعد الثالث للاستشارات النيابية الملزمة لتكليف من تسميه الأكثرية تشكيل الحكومة، فما الذي تغير بين الاثنين والخميس، هل بدّل التيار الوطني الحر موقفه وقرّر تسمية الرئيس سعد الحريري للتشكيل، طبعاً لا، فالتيار لا يزال على موقفه الذي أعلنه رئيسه عشية الاستشارات وهو عدم تسمية الحريري والبقاء خارج التركيبة الحكومية التي يقترحها من ذوي الاختصاص المستقلين عن الأحزاب السياسية التي تقاسمت جبنة الحكم على مدى السنوات الماضية، ولا سيما في السنوات الثلاثة الماضية من عمر العهد، وهل بدّلت القوات اللبنانية موقفها وقررت تسمية الحريري لرئاسة الحكومة العتيدة الجواب بالطبع لا بعدما أكده رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع وأعلن التزام به، في الاستشارات المقبلة وهاذان الموقفان للتيار البرتقالي والقوات اللبنانية إضافة بطبيعة الحال لموقف نواب حزب الكتائب كافيان لحجب الغطاء المسيحي عن الرئيس الحريري إذا سلمنا جدلاً بنظريته في المحافظة على الميثاقية حتى في الاستشارات النيابية التي لا علاقة لها بهذه الميثاقية، لا في الدستور الذي لم يأت على ذكر الميثاقية في هذه الحالة، ولا في وثيقة الوفاق الوطني التي نص عليها اتفاق الطائف، وما يقال عن موقفي التيار البرتقالي والقوات اللبنانية يصح على الثنائي الشيعي فهل تغير موقف هذا الثنائي من الإصرار على حكومة تكنوسياسية كشرط لعودة الحريري إلى رئاسة الحكومة العتيدة، الجواب الذي كشف عنه الاجتماع الذي عقد أمس بين الرئيس نبيه برّي لا يشي لا من قريب ولا من بعيد إلى انه أي الثنائي تراجع عن الشرط المذكور بل ازداد تمسكاً به، وربط قبوله تسهيل مهمة الحريري في حال كلف تشكيل الحكومة تراجعه عن حكومة الاخصائيين المستقلين وقبوله بالتكنوسياسية.

 

هذه المشهدية قبل 24 ساعة من موعد الاستشارات النيابية التي يجريها وفقاً للدستور رئيس الجمهورية، كان الحري بالرئيس الحريري ان يضعها في حسابه قبل ان يفكر بالطلب من رئيس الجمهورية تأجيل الاستشارات بضعة أيام افساحاً في المجال امام جولة جديدة من المشاورات مع رؤساء الكتل النيابية لضمان الميثاقية المعتمدة في لبنان، ويقبل بالنتيجة التي كانت ستسفر عنها الاستشارات المؤجلة، كونه كان المرشح الوحيد للتكليف ولا يوجد من ينافسه على هذا المركز بعدما حرقت كل الأسماء التي طرحت في السوق خلال المرحلة السابقة، ويبادر خلال مهلة لا تتعدّى الأسبوع إلى تشكيل ميثاقية يرى انها تريح الشارع المنتفض على المنظومة السياسية الممسكة بالسلطة ويرفعها إلى رئيس الجمهورية، فإما ان يقبل بها ويوقع مرسوم تشكيلها فيريح الشارع وتأخذ الأزمة الخانقة طريقها إلى الحلول الناجعة بدعم دولي عبّر عنه الجميع، بما فيهم الولايات المتحدة الأميركية المتهمة مِن قِبل حزب الله وفريقه بالتدخل في الشأن اللبناني الداخلي، وبالتحريض على الدولة، واما ان يرفض وحده أو مع فريقه هذه التشكيلة ويتحملوا معاً مسؤولية الانهيار الكامل على كل المستويات. الا إذا كان هدف الحريري من التأجيل إلى يوم غد الخميس هو البحث عن مخرج يعفيه عن تحمل المسؤولية بعدما ادرك ان اللعبة باتت أكبر من ان تحل داخلياً، وهذا معناه ان البلد سيبقى داخل النفق المظلم أو السقوط في الهاوية.