IMLebanon

تشكيل الحكومة يتأرجح بين تفاؤل اللقاءات والحذر من الوقائع

 

بداية هذا الأسبوع كانت بداية سيئة على مستوى تشكيل الحكومة، إلى درجة أنَّ البعض سمى يوم الثلاثاء الماضي بالثلاثاء الأسود، لِما تضمنه من مواقف تصعيدية متشنجة على مستوى عملية التشكيل، وقد بلغت السوداوية حدَّ التهويل والتهديد بالشارع.

فجأة انقلب كلُّ شيء على مستوى مساعي التشكيل، رأساً على عقب:

الرئيس المكلَّف سعد الحريري يزور الرئيس نبيه بري، وبعد الخبز والملح بينهما، يسارع الرئيس الحريري إلى الرد على التهويل بتحريك الشارع فيقول:

إن أرادوا تحميلي المسؤولية فليحملوني، وإن رأى أحدهم أنَّ تحريك الشارع هو الحل فليكن.

جاء هذا الموقف الحاد للرئيس المكلَّف إثر لقائه المطوَّل مع الرئيس بري، وهو اللقاء الثالث بين الرجلين منذ استقالة الرئيس الحريري وإعادة تكليفه تشكيل الحكومة. وقد طُرِحت فيه مسألة التأخّر في بتِّ الأمور والتي يأتي في طليعتها تضعضع الوضع الإقتصادي، خصوصاً تعثر القطاع التجاري وتحديداً قطاع الملبوسات والأدوات الكهربائية والعقارات وكل ما له علاقة بالإستهلاك، وكان توافق على أنَّ التأخّر يهدد استقرار لبنان وأنَّ المطلوب خطة عملية وعاجلة لمواجهة الوضع الإقتصادي الهش، كذلك لمواجهة الإهتراء الذي ينخر الإدارة اللبنانية ويستفيد السيئون من هذا الجو المتراخي ليعيثوا فساداً بما تبقى من إدارة لبنانية.

حتى بعد هذه اللقاءات، بدا شيء ما يعكس روح التفاؤل، فأوساط الوزير جبران باسيل وصفت اللقاء بأنه جيد وبأنَّ العلاقة ممتازة بين الجانبين. فالعشاء في بيت الوسط أفضى إلى أنَّ حصة رئيس الجمهورية مع حصة تكتل لبنان القوي، أي التيار الوطني الحر، هي عشرة وزراء، هذا يفضي إلى استبعاد الثلث المعطل عن هذا الفريق، كما يفضي إلى استبعاد الثلث المعطِّل عن أي فريق آخر.

في أي حال، وعلى قاعدة:

تفاءلوا بالخير تجدوه، فإنَّ ما يُنقَل عن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يُبقي باب الإنفراج مفتوحاً، فهو يذكِّر بأنَّ تشكيل الحكومات عادة ما يأخذ وقتاً لكن ربما يحدث التشكيل بأسرع مما يتوقع البعض، ففي الحكومة السابقة تمَّ الإجتماع بعد ظهر يوم أحد وتم الإتفاق وفوجئ الجميع بالأمر، وهذا يمكن أن يحدث مرة ثانية.

هذا التفاؤل من شأنه أن يتحول إلى تفاؤل إلزامي لا يمكن ولا يجوز الخروج منه، فالإلزامية هنا تعني أنه لم يعد هناك من مجال إلا لإيجاد المخارج والحلول، لأنَّ الوضع بات أكثر من سيئ على مستوى الأوضاع الإقتصادية والمعيشية والإجتماعية:

فالعوز والحاجة وضيق سبل العيش باتوا يهددون الأغلبية العظمى من الشعب اللبناني، ولم يعد من الجائز إخفاء غابة الحاجة وراء إصبع الوعود.