IMLebanon

هكذا تستعد «حماس» لاستقبال الاسرائيليين في غزة

 

 

المعركة البرية ضد غزة، والتي ما فتئ يلوّح بها الاحتلال، لا تزال مادة للأخذ والرد في الكيان الإسرائيلي الذي يتهيّب خوضها، وهو العارف انه سيسير عندها بقدميه الى رمال متحركة ستغرق فيها قواته وآلياته.

سعياً الى تخفيف كلفة الاجتياح البري، يبدو واضحاً انّ العدو يعتمد في قطاع غزة سياسة الأرض المحروقة عبر غاراته العشوائية التي يأمل في أن تمهّد مسرح العمليات أمام زحف جنوده عندما يصدر الأمر العالق، حتى الآن، في عنق الزجاجة.

واذا كان الاحتلال يتمهّل في إطلاق العملية البرية الى حين ان تنضج ظروفها، فإنّ حركة «حماس» وبقية الفصائل تستعجلها لأنّ من شأنها تحييد التفوّق الجوي الاسرائيلي وإعادة الحرب الى قاعدة الاشتباك من المسافة صفر، وهذا ما تفضّله «حماس» ربطاً بتجربة «طوفان الأقصى».

ويؤكد قيادي في حركة حماس لـ»الجمهورية» ان الجيش الأسرائيلي بعد 7 تشرين الأول لم يعد كما قبله، «وهناك تغييرات حصلت على مستوى وضعه النفسي والمعنوي، انعكست تململاً واحباطاً في صفوف جنوده، وهذا كله يؤثر على اكتمال جهوزيته للمعركة البرية، إضافة إلى انّ فرقة غزة تفكّكت، والقوات الأخرى التي يُفترض أن تتولى التنفيذ تحتاج إلى تحضير».
ويلفت الى انّ جيش الاحتلال يعرف ان «حماس» التي نفذت هجوما باهرا عبر عملية «طوفان الأقصى» هيّأت نفسها أيضا للدفاع المحكم.

ويشير القيادي الى انّ نحو 2000 مقاتل من «حماس» شاركوا في هجوم «طوفان الأقصى» وحققوا ما حققوه، «فكيف اذا كان هناك ما يقارب الـ 70 ألف مقاتل من مختلف الفصائل سيدافعون عن غزة في مواجهة أي اقتحام».

ويوضح انّ المقاومة الفلسطينية لم تستخدم بعد كل قدراتها العسكرية، «والعدو يخشى من مفاجآتها في المعركة البرية، وهو مُحق في هذه الخشية، لأنّ المقاومة أعدّت العدة لمواجهة اي سيناريو محتمل وستكون في انتظاره اذا حاول اجتياح غزة». ويلفت الى انّ الاسرائيليين قد يتمكنون من التقدم مئات الأمتار «ولكن من قال ان المقاومة نفسها لا تريدهم ان يدخلوا هذه المسافة، حيث سيكون في استقبالهم حقل ألغام وجحيم ناري».

ويشدد القيادي الحمساوي على «أن جيش الاحتلال سيدفع ثمنا باهظا اذا حاول أن يخوض مغامرة برية غير محسوبة»، مشددا على أن «غَزو غزة لن يكون نزهة». ويضيف: «نحن بالتأكيد نفضّل القتال البري وجهاً لوجه، على الاستمرار في القصف الجوي، والمقاومة الفلسطينية حضّرت كل شيء لمواجهة العدو على الأرض».

ويدعو القيادي جيش الاحتلال الى «ان يلتقط الرسالة والعِبرة من الخسائر التي تكبدها جرّاء محاولة قوة من جيشه التقدم قليلاً في خان يونس، في ما بَدا انها عملية جَس نبض واستطلاع بالنيران»، مُنبّهاً الى «انّ ما جرى هو عيّنة بسيطة مما سيجري متى قرر العدو ان يبدأ المعركة البرية».

ويرجّح القيادي في «حماس» ان الاسرائيلي قلق كذلك من احتمال ان تتوسع دائرة الحرب رداً على اي اجتياح بري، «خصوصاً انّ محور المقاومة جاهز وغرفة عملياته المشتركة تجتمع يومياً، وهو بعثَ رسائل نارية الى تل أبيب والادارة الاميركية بوجوب التنبّه، عبر عمليات استهدفت مواقع اميركية في سوريا والعراق وإطلاق صواريخ ومسيرات من اليمن بالترافق مع تصاعد حرب الاستنزاف التي استدرج «حزب الله» الجيش الإسرائيلي اليها على امتداد الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة».

ويتّهم القيادي الحمساوي الطرف الآخر بأنه هو، وليس محور المقاومة، الذي يدفع نحو توسيع بيكار المواجهة، «إذ انّ الاميركيين كانوا أوّل من هَبّ لنجدة الاحتلال ودعمه بكل الوسائل ثم التحقت بهم دول غربية أخرى، بحيث أصبح الحلف الاطلسي كله الى جانب الكيان الاسرائيلي. وبالتالي، باتَ من حق «حماس» ايضا ان تحصل على دعم حلفائها».

ويلاحظ القيادي «انّ كل العوامل المُشار اليها دفعت بنيامين نتنياهو الى التردد في بدء الهجوم البري وأجبَرته على تأخيره تخوّفاً من العواقب». ويشير الى ان «الاميركيين يسعون أولاً الى إطلاق سراح الأسرى لدينا، وقد حمل بعض الوسطاء اقتراحاً يلحظ بأن يجري إيقاف القصف الجوي مقابل إطلاق سراح هؤلاء، الا ان رد «حماس» كان أنّ الأسرى الموجودين في حوزتها لا يُفرج عنهم الّا مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، من دون أن يمنع ذلك البحث في معادلة الإفراج عن بعض الأسرى من حاملي الجنسيات الأجنبية مقابل بعض الأمور». ويعتبر «انّ الوقت لا يعمل لمصلحة العدو الاسرائيلي، وكلما مَرّ يوم إضافي على عدوانه تتصاعد الضغوط في المجتمعات العربية والدولية على قادتها وحكوماتها لوقف الحرب».