IMLebanon

الاقتصاد المقاوم والاقتصاد الامبريالي  

 

 

في نهاية حكم الرئيس كميل شمعون كتبت الصحافة الاجنبية ما يلي:

 

1- مرتبة لبنان في التطوّر والتمدّن عالمياً هي في المركز الرابع بعد سويسرا وألمانيا وأميركا.

 

2- مطار بيروت كان السادس عالمياً.

 

3- «بنوك» لبنان كانت الأولى في قارة آسيا وكانت «تقْرِضُ» دولاً فقيرة مثل الهند.

 

4- الرئيس الاميركي جون كينيدي اعتبر أنّ لبنان بلد يُحْتَذى به.

 

الخلاصة هي: أنّ ليس كل من سكن القصر أصبح رئيساً.

 

نبدأ من الآخر، فلأنّ رئيس الجمهورية هو في الحقيقة رئيس كل السلطات، فإنّه المسؤول الأول والأخير عن كل شيء، وهو يتحمّل المسؤولية الكبرى في النجاح أو الفشل… وتأكيداً على ذلك قالوا «عهد الرئيس كميل شمعون» ولم يقولوا عهد رئيس الحكومة أو عهد رئيس مجلس النواب.

 

ولو ذهبنا الى أبعد من ذلك فَلْنُعطِ مثلاً آخر وهو سوريا…

 

في عهد الرئيس حافظ الأسد الذي بقي 30 سنة في الحكم، تم إعمار سوريا بشكل لم يَعْرفه التاريخ من التطوّر المدني الى شبكة طرقات حديثة الى بناء الجيش وتسليحه، حتى أنه استطاع في يوم من الأيام أن يقف مواجهاً إسرائيل.

 

أمّا الرئيس بشار الأسد فكان عهده عهد تدمير سوريا، عهد تهجير نصف الشعب السوري، وعهد قتل أكثر من مليون مواطن سوري بحجة الإرهاب. والأنكى أنه أصرّ على إجراء انتخابات رئاسية ليدلل على محبة الشعب له (عفواً… نصف الشعب خارج الوطن، والباقون «مدعوسون» ومكرهون..) والعالم كله شاهد على ذلك، ومظاهر الانتخابات والصوَر تتحدّث عما جرى.

 

وَلْنَعُدْ الى سوريا، فإنها وبعد 21 سنة تحتاج الى 1000 مليار دولار.. والسؤال من أين ستأتي الأموال؟ وهل إيران ستعوّض إذا بقي نظام الملالي… وكيف يكون التعويض؟

 

وَلْنُعْطِ مثلاً آخر: السودان… فمنذ اليوم الذي جاء فيه عمر البشير الى الحكم عام 1989 فإنّ نظامه اعتبر امتداداً لنظام الملالي في إيران. وبفضل ذلك النظام صارت السودان من أفقر بلدان العالم… وأصبحت دولة موضوعة على لائحة الارهاب.. وجاء مع هذا النظام في التسعينات كارلوس وأسامة بن لادن وغيرهما من الارهابيين..

 

بقيت الحال على هذا المنوال والسودان والسودانيون يعانون من الفقر بالرغم من أنّ أرض السودان الزراعية تعتبر من أهم الاراضي الزراعية في العالم.

 

استفاق السودان وجاء الى الحكم مجلس سيادي يضم 11 شخصاً برئاسة عبد الفتاح البرهان فتغيّر وجه السودان «المقاوم والمتطرّف»، الى عالم الحرية والديموقراطية وهكذا «بشحطة قلم» انقلب الاقتصاد السوداني بين ليلة وضحاها الى اقتصاد جديد فعمد «البنك الدولي» الى إعفاء السودان عن سداد كل الديون المتوجبة عليه، وسيكون السودان خلال فترة قريبة من أهم الدول الزراعية في العالم.

 

أما في العراق فلنتعارف كيف كان.. وكيف أصبح بفضل النظام المقاوم والداعم لمحور المقاومة والممانعة. فقد بدأ العد العكسي عندما جاء حكم «الملالي» بدعم أميركي وبأوامر أميركية دُفِعَ العراق الى حرب مع إيران استمرت 8 سنوات.. قبل الحرب كان في «البنك المركزي العراقي 180 مليار دولار» كفائض… لا يعلمون ماذا يفعلون به.. وبسبب حرب دمّرت العراق اصبح يعاني عجزاً إقتصادياً والديون تصل الى 1000 مليار دولار.. وكي يعود الى ما كان عليه يحتاج مبالغ طائلة.

 

لم تتوقف المؤامرة هنا بل جاء الرئيس الاميركي جورج بوش واحتل العراق عام 2003 ودمر ما كان قائماً وحلّ الجيش العراقي وأصبح العراق تحت رحمة الحرس الثوري الذي اتى على ما تبقى من العراق.. والأنكى قسّم العراق وأهل العراق بين مسلم سنّي ومسلم شيعي… وهذا التقسيم لم يكن أحد يسمع به في العراق قبل هذا التاريخ.. اما على الصعيد الاقتصادي فبفضل نظام المقاومة والممانعة اصبح العراق (ثاني اكبر مصدّر للنفط في العالم) دولة فقيرة.. وبالأمس القريب كانت الدولة بحاجة الى قرض بـ4 مليارات دولار لتدفع رواتب الجيش وقوى الأمن والموظفين…

 

أكتفي بهذه النماذج لأقول: إنّ الطريق الذي يسْلكه النظام في لبنان أوصلنا الى الإنهيار المالي والاقتصادي فصرنا نعتبر من البلدان الفقيرة… وقريباً قد نصبح في ذيل ترتيب الدول في العالم.

 

لذلك، فإنّ الحل بسيط جداً… والمطلوب أن يكون هناك قرار بالعودة الى بلد إقتصادي حرّ… نظامه حر.. أهله أحرار… ونعيش بسلام كما يجب وأن نكون بلد الحياد الناشط.

 

آسف لأنني لم أذكر اليمن.. فأنا لست بحاجة الى ذكر هذا البلد، لأنّ الأدلة كافية ووافية…