IMLebanon

الاسرائيليون يرفعون من وتيرة المناورات التي تحاكي الحرب ضد حزب الله

 

رفعت قيادة اركان الاحتلال الاسرائيلي، من وتيرة المناورات العسكرية التي تحاكي حربا ضد حزب الله، كترجمة للهواجس الامنية والعسكرية التي تخلص اليها تقارير الاجهزة الامنية التي تُجمع اوساط العدو انها ما تزال تجهل طبيعة تنامي القدرات الصاروخية للحزب، بعد ست سنوات من القتال في سوريا، وبالتزامن مع المؤتمرات التي تعدها الادارة الاميركية بتنسيق اسرائيلي، لخلق اصطفاف عربي لمحاصرة ايران واستهداف حزب الله في لبنان، وهو ما ظهر خلال مؤتمر وارسو.

 

وجديد المناورات الاسرائيلية، تحدث عنه تلفزيون العدو الذي اعلن ان لواء مدرعات شارك مناورة هي الاكبر منذ سنوات، في غور الاردن التي تشبه بطبيعتها الجغرافية اللبنانية، ونقل عن قائد سلاح المدرعات، «أن تحضير القوات لمواجهة محتملة مع حزب الله يشكل حاجة ملحة»، وقال «كلما إستقر الوضع في سوريا فإن حزب الله سيعيد قواته العسكرية إلى لبنان، مع تجربة قتالية كبيرة جداً، فحزب الله اصبح جيشا حقيقيا، ومقاتليه اكتسبوا في السنوات الأخيرة تجربة كبيرة في القتال في مناطق جبلية، كما انهم زادوا من تحصنهم في القرى اللبنانية، فوق وتحت الأرض… انهم يعملون داخل مسارات مدنية ومستعدون لتشغيل كميات كبيرة من الصواريخ المضادة للدروع».

 

وتأتي المناورة الاسرائيلية الاضخم، بعد ايام قليلة، من انشغال الاوساط الصهيونية، السياسية والعسكرية والامنية، بالوثيقة السرية التي اعدها كبار الضباط في جيش الاحتلال الاسرائيلي ما زالوا يتولون مهامهم العسكرية داخل الجيش الاسرائيلي تم تسريبها، وخلاصتها ان القيادات العليا الاسرائيلية لا تثق بالفرق البرية في الجيش، انطلاقا من انها عاجزة عن لعب دور اساسي في اي حرب مقبلة، اكان في لبنان ام في قطاع غزة، وبالنظر الى الاخفاقات والنكسات التي اصيبت بها في حرب لبنان الثانية ( خلال عدوان تموز وآب 2006)، وفي الحروب الفاشلة التي شنت على قطاع غزة الفلسطيني.

 

ووفق تعبير موقع «يديعوت» الصهيوني، فان «رسائل شديدة اللهجة من داخل البيت» حملتها الوثيقة التي سُلِّمَت الى كبار مسؤولي الاجهزة الامنية الصهيونية، بشأن القدرة الحقيقية لالوية السلاح المشاة والمدرعات والهندسة، في اي حرب في قطاع غزة او في لبنان او في الجولان السوري المحتل، وفي حديث مغلق، يقول احد ابرز قادة الاحتلال يئير غولان الذي يغادر الخدمة في آذار المقبل، بعد ان تولى منصب نائب رئيس الاركان وقيادة المنطقة الشمالية ( على تماس مع الجنوب اللبناني)، اضافة الى قيادة الجبهة الداخلية، «ان مشكلة القيادة العليا في الجيش الاسرائيلي هي مشكلة وعي، هي حقا لا تعتمد على الجيش البري، فالبر في نظر القيادة العليا ليس في الحقيقة العنصر الذي يحسم في ميدان المعركة، وهذا سبب الخشية الكبير من الدخول البري الى ميدان، لم تجرِ تحقيقات بعد عملية الجرف الصلب ( في قطاع غزة) أو حرب لبنان الثانية ولم تُستخرج العبر»، بحسب غولان الذي لم يكن وحده في قيادة الجيش الذي وجّه انتقادات قاسية كهذه، فالوثيقة تتضمّن أيضًا كلامًا آخر للواء لايزال يتولى منصبًا كبيرًا في الأركان العامة اذ يقول «إن الجيش البري في وضع سيّئ جدا.. قائد سلاح البر لا يعمل ولا توجد صلاحيات ومسؤوليات، هناك مشكلة أهلية خطيرة في سلاح البرّ».

 

فالخشية الاسرائيلية من حرب صواريخ مع حزب الله في الشمال ومع «حماس» في الجنوب، تطغى على عدد كبير من ضباط جيش الاحتلال الذين قال احدهم: «ليس من المنطقي أن يدير الجيش المرفق المدني في الحرب.. الجيش لا يمكنه الاهتمام بتوزيع الطعام على المواطنين عندما تسقط صواريخ على تل أبيب»، وتلفت صحيفة «يديعوت احرونوت» الصهيونية، الى «ان حملة دبلوماسية واسعة يتحرك ضمنها مسؤولون ودبلوماسيون صهاينة للتعبئة ضد حزب الله في مجلس الأمن- الدولي، وتجديد الدعوة الى اعتباره منظمة «ارهابية»، وان الحملة تستند الى ما زعم انه براهين وادلة قدمها دبلوماسيون اسرائيليون عن انشطة لـحزب الله، واستثمار الانفاق التي تم «كشفها» عند خط الحدود مع لبنان، اضافة الى الترسانة الصاروخية التي يمتلكها».

 

لا تنصح التقارير المرفوعة الى «صُنَّاع القرار» في الكيان الصهيوني، بشن حرب على لبنان، لان جهل الاسرائيليين لحجم النيران التي ستتساقط على العمق الاسرائيلي، وغياب التقديرات الدقيقة حول امكانيات حزب الله وحلفائه بفتح الجبهة الشمالية بأكملها، والتي تمتد من الناقورة ساحلا، مرورا بمزارع شبعا المحتلة… الى الجولان السوري..سيُصعِّبان الموقف امام الاسرائيليين، لجهة تحقيق اهداف ..في اي حرب مقبلة، وماذا عن جبهة قطاع غزة؟.