IMLebanon

لتصحيح العلاقة مع المملكة

 

حين قررت المملكة العربية السعودية في العام ٢٠١٦ مراجعة علاقتها بلبنان وأيدها في ذلك مجلس التعاون الخليجي، كثيرون لم يوزنوا هذا القرار في ميزان المصالح اللبنانية في الشكل الصحيح والدقيق.. لربما هناك من أهمل أو تلهى أو كبلت يداه الأوضاع.. لربما هناك من ظن يومها أن الأمر مجرد غيمة صيف في سماء العلاقة.. ولربما هناك من لم يكترث تحت وطأة غريزة أو غاية..

 

لكن من المؤكد أن كثيرين أيضا تألموا وحزنوا وتمنوا لو أن الأمور لم تنحُ في هذا الاتجاه وتصل الى ما وصلت إليه.. على الأرجح اليوم ووسط الظروف الدقيقة التي نعيشها أن كثيرين بدأوا يتحسسوا ولو في سرهم هول ما وقعوا به حين لم يهتموا كفاية لقرار اتخذه الشقيق الأكبر.. هذا وبدون أن ننسى الخطأ الذي وقع فيه البعض بما اتخذه من مواقف ليس لها أي تبرير تحت سقف المصلحة الوطنية تجاه دولة في تاريخ علاقتها بلبنان كانت خطت أجمل الصفحات.. هذا بما يتعلق بها كدولة، فما بالكم بمجتمع تلك الدولة وصفحات تاريخه مع لبنان واللبنانيين المضيء أخويا واصطيافا وسياحة واستثمارا واستضافة لطاقاتنا العاملة وغير ذلك.. لربما الارتباك الحاصل اليوم على أكثر من صعيد يرى اللبنانيين جميعا هول ما فعل البعض منا وهول ما لم نفعله لرأب الصدع..

 

مرحب به بالطبع هو لكن مؤلم جدا أن يأتي المسؤول الأجنبي مستطلعا ويبقى بعيدا من كان أول الحاضرين في كل أزمة منقذا ومسعفا وموفقا.. مؤسف جدا أن البعض منا ساهم في تقطيع أو تجميد أواصر علاقات لطالما كانت لنا جميعا خير متنفس وخير باعث على كل أمل بالغد.. يا ترى أين الرياض مما يحصل عندنا اليوم وأين نحن من نحن ومن دولة بشعبها وقادتها لم نعرف منها ومنهم يوما كشعب ودولة إلا كل خير ومودة.. المسألة عندنا اليوم لا يمكن أن يقتنع بها أحد أنها حول تكنوقراط أو تكنو سياسية.. المسألة هي حتما جبل من الأخطاء تراكم عبر السنوات ويسد عنا اليوم كل نفس.. المطلوب اليوم هو حكومة تكنو مبصرين للمصلحة الوطنية.. ثوب المشاركين فيها الوحيد حتى ولو كانوا حزبيين هو وطنيتهم بعيدا عن أي حسابات أخرى ورايتهم الوحيدة لبنان أولا وأولا وأولا.. حكومة تنتشلنا من كل عتمة أسرتنا فيها السياسة وأولها عتمة الطريق الى العرب..

 

اخوتي في الوطن جميعا.. ليس هو بخطأ العودة عن الخطأ.. هو فضيلة وأكثر من فضيلة ولو كان الخطأ خطيئة.. لا نتقصد في ما نقول التهجم على أحد فنحن في زمن لا يحتاج سوى وحدة الكلمة والعمل الوطني الدؤوب المنتج لكل إيجابية، لكننا لا يمكن أن نبقى في هذا الموقف تجاه المملكة العربية السعودية وتجاه كثير من دول العرب الذين ما كانوا يوما إلا الى جانبنا في السراء والضراء.. فلتكن حكومتنا العتيدة المزمع تشكيلها لتخلف الحكومة المستقيلة التي تصرف حاليا الأعمال حكومة تصحيح العلاقة مع من من الوفاء والحكمة والوطنية تصحيح العلاقة معهم في أسرع وقت.. فلبنان يستحق منا الكثير..